أغنيات الزمن الجميل في أمسية “ميكس”

“الأصفر من ريحته غيرة وآلام” لم تكن ألوان الورد حاضرة بأغنية أسمهان التي أهدتها إلى العشاق فقط، وإنما بكل ماقدمه الموسيقي وضاح رجب باشا مع الفرقة بأمسية”ميكس” في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- والتي حملت الحبّ إلى عشاق لغة الحبّ والسلام في وداع عام 2018 بألوان الموسيقا من مقامات وطبقات مختلفة من أجمل مئة أغنية من أغنيات موسيقا الزمن الجميل من أرشيف الغناء العربي التي حُفظت في الذاكرة ورددتها الأصوات والقلوب.

تألفت الفرقة من عماد خزاعي- كمان- وسعيد الحمصي- طبلة- وعرفان ظاظا – رق- ومحمد أحمد –ناي- بقيادة وضاح باشا وعزفه على العود، بمشاركة بشيرة أديب وأحمد حجازي بالغناء، وقد نوّع باشا بين الأغنية الطربية والتراثية والخفيفة والموشحات والموال، ولم تكن “ميكس” بألوان الموسيقا والصوت فقط، وإنما بالحضور الكبير من مختلف الأجيال حتى المسنين تفاعلوا جميعاً مع مفردات عبّرت عن اللقاء والاشتياق وألم الهجران.

وبدت جمالية هذه الأمسية بالتوافق بين الأغنيات من حيث المقام الموسيقي وطبقة الصوت ضمن مجموعات متتالية، وبالانتقال بين الغناء من لون إلى آخر، وتميّزت بمشاركة عازف العود وضاح باشا بغناء وعزف مقتطفات من روائع أم كلثوم.

اعتمد الموسيقي باشا في بعض المواضع على عزف مقاطع من المقدمة الموسيقية، وفي مواضع على الصولو لاسيما لارتجالات الناي والعود، وفواصل الإيقاعيات والوقفات الموسيقية وعلى الغناء الثنائي  بالتشاركية كدويتو، أو بتناوب المقاطع الغنائية.

بدأت الأمسية بعزف باشا على العود تقاسيم نهوند وغناء مقطع من ألف ليلة وليلة، تلتها مجموعة أغنيات من مقام النهوند للمجموعة الأولى، ثم أعادتنا بشيرة أديب إلى رومانسية ماجدة الرومي”عم يسألوني عليك الناس” وغنى أحمد حجازي موشح صباح فخري”أنا في سكرين” وتفاعل الجمهور مع إيقاعيات “لما راح الصبر مني” بتناوب ثنائي بينهما، وجاءت المجموعة الثانية على مقام البيات وتفرعاته بدأت بتقاسيم على العود بعزف باشا والعودة إلى التراث بالأغنية الشعبية “ميل ياغزيل”، إلى زي العسل إلى رائعة ميادة حناوي بصوت أحمد حجازي.

أما الوصلة الثالثة من مقام العجم فتميزت بغناء حجازي موال برضاك بمرافقة الباشا على نغمات العود، وبعاطفية عبد الحليم حافظ بحلم بيك، ورائعة ملحم بركات على بابي واقف قمرين، لتنتهي الوصلة الرابعة من مقام السيكا برائعة أم كلثوم دارت الأيام.

وبيّن وضاح باشا بأن “ميكس” هو انتقاء مجموعة من الأغنيات لعدد من المطربين يجمعها المقام الواحد وطبقة الصوت، مثل مجموعة على مقام النهاوند بكل درجاته، وقد وجد باشا صعوبة بالتحضير لهذه الأمسية بالتوافق بين درجة الصوت بالغناء الثنائي.

ملده شويكاني