الفيدرالي الأمريكي في مهب الريح
ترجمة: سلام بدور
عن موقع الغارديان 16/12/ 2018
وصف ترامب رئيس البنك المركزي الفيدرالي جيروم باول بأنه عدوانيّ جداً في السياسة، فعلى الرغم من احتجاجات ترامب يستعدّ بنك الاحتياطي الفيدرالي للاجتماع حول رفع أسعار الفائدة وذلك في سلسلة من الزيادات قد تستمر حتى عام 2020.
ففي حين بدا معظم المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي على ثقة بشأن الآفاق المستقبلية للاقتصاد الأمريكي في الشهر الماضي، فقد أظهر استطلاع آراء الاقتصاديين مزيداً من التشكيك في ذلك. وبحسب مسح أجرته “رويترز” فإن خطر حدوث ركود في الولايات المتحدة في العامين المقبلين قد ارتفع إلى 40%، مع وجود توقعات المستثمرين بأن النمو والتضخم قد يتحركان بطريقة خاطئة. وتعتبر هذه النسبة هي الأعلى منذ طرح الموضوع على المشاركين في المسح في أيار الماضي، وقبل ذلك كانت هناك نسبة مشابهة في عام 2008 قبل ثمانية أشهر من انهيار ليمان بروزرس، كما أشارت استطلاعات من الاقتصاديين، ما يشير بقوة إلى أن الزخم الصعودي قد توقف الآن.
ومن المتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى ربع نقطة بعد ثلاثة ارتفاعات هذا العام، كما طُرحت ثلاث زيادات أخرى للسنة القادمة، وواحدة في 2020. ووفقاً لمحضر الاجتماع الأخير لم يكن جميع المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي على ثقة بالتوقعات الاقتصادية، حيث تمّ ترك المعدّل دون تغيير في الشهر الماضي.
من جهته ينتقد ترامب نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي باستمرار، فقد حاول ترامب الضغط عليه لعدم رفع أسعار الفائدة قائلاً: “أعتقد بأن هذا سيكون أمراً غبياً”. ووفقاً لمعايير ترامب كانت تلك التعليقات مقيدة، حيث كان قد نعت بنك الاحتياطي بالجنون وبأنه خارج السيطرة، وأضاف أنه غير راضٍ عن الرئيس جيروم باول على الرغم من أنه هو نفسه من رشحه لمنصبه هذا قائلاً إنه لم يفعل ما يكفي لدعم المفاوضات التجارية حول العالم من خلال وضع السياسة النقدية لدعم الاقتصاد الأمريكي.
وعلى الرغم من أنه نادراً ما ينتقد الرؤساء الأمريكيون بنك الاحتياطي الفيدرالي، لأن استقلاله يعتبر مهمّاً للاستقرار الاقتصادي الأمريكي، إلا أن ترامب لا يتفق مع سياسة البنك لرفع أسعار الفائدة، لأن ذلك قد يضرّ بالاقتصاد الأمريكي حسب قوله. ووعد بأنه سيستمر بانتقاداته للبنك إذا استمر باول في زيادة تكلفة الاقتراض. كما يلقي ترامب باللوم على باول بشكل جزئي فيما يخصّ عمليات البيع الأخيرة التي تمّت في سوق الأسهم في وول ستريت وقرار جنرال موتورز بتسريح 14700 موظف.
من جهته قال باول في الشهر الماضي إنه ليس لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي
“مسار سياسي محدّد مسبقاً”، ولكن بشكل عام بدا الاقتصاد الأمريكي قوياً، فإضافة إلى الإعلان عن أسعار الفائدة سيكون هناك تدقيق وثيق حول توقعات السياسة لعام 2019 والتي يوجد فيها أكبر قدر من عدم اليقين.
ومن جهة أخرى قال كبير استراتيجيي أسواق “سي ام سي” إن هناك الكثير من الاختلاف في الأسواق حول مسار رفع سعر الفائدة في عام 2019 مع توقعات التّجار بوجود زيادة في سعر الفائدة تتراوح ما بين 1 إلى 4 زيادات، مضيفاً: إن الأسواق ستراقب أي تعديلات في توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن النمو والتضخم.