مقتنيات صالة السيد في أيام التشكيل السوري
شاركت صالة السيد بأيام فنّ التشكيل السوري بعرض بعض مقتنياتها لعدد من الفنانين بغية استحضار مراحل هذا الفنّ العريق الذي تتميز به سورية على خارطة العالم، وإشراك المتلقي بعوالم هذه المدارس والرؤى الفنية المتنوعة لفنانين راحلين ومخضرمين وشباب بقراءات تتبع رؤاه وذائقته الفنية وتثير ذاكرته، ولعل الزائر يتساءل ما القاسم المشترك بين أعمال حمود شنتوت ومحمد شبيب وأحمد إبراهيم وسبهان آدم وعصام حمدي وسامر داوود وصلاح كيلاني وغيرهم؟ ليستشف بأن هناك بصيصاً من الأمل لاح في أفق اللوحات من حيث اللون والضوء والخطوط التعبيرية والرمزية وملامح الوجه والورود المنبعثة من قلب الطبيعة، والعودة إلى الأساطير السورية الدالة على النصر والرسم والموسيقا والحبّ والجمال، ليدرك مباشرة بأن السيدة إلهام باكير ارتأت اختيار هذه الأعمال التي تومئ لحالة فجر جديد بعد الحرب الإرهابية التي بدت انعكاساتها في أعمال التشكيليين في السنوات الأخيرة. بدا هذا واضحاً في لوحة نهى جبارة التي مثلت المرأة السورية فلجأت فيها إلى تقنية التضاد بين الأبيض والأسود وجسدت فيها مجموعة نساء يتجمعن ويطل البؤس من ملامحهن، في حين يهيمن اللون الأسود على خلفية رؤوسهن وأجسادهن، فيحدهنّ فاصل دقيق عن مساحة الضوء الأبيض المنسكبة على وجه وعنق امرأة جميلة الملامح ترنو بتفاؤل إلى البعيد برمزية إلى الخلاص من الأيام السوداء والعودة إلى جماليات الحياة الطبيعية.
وبقيت ومضات الأحمر تشرق في عوالم لوحة أيمن فضة داخل خطوط ملامح الوجوه التعبيرية المتجمعة بشكل يشبه أوتار القيثارة والمتشابكة مع بيوت متلاصقة جمعتها السكينة.
لتلتقي بفضاءات اللون الأحمر التي انسكبت على ثنائية المرأة والرجل في لوحة محمد شبيب.
ملده شويكاني