ثقافةصحيفة البعث

بعد 12 حلقة إذاعية.. أديبات عربيات في برنامج “أدب النساء”

بعد النجاح الكبير الذي حققه برنامج “أدب النساء” على أثير إذاعة دمشق وإنجازها لنحو 12 حلقة إذاعية تم بثّها خلال ثلاثة شهور ماضية وبشكل أسبوعي تستعد الكاتبة د.عفاف يحيى الشب للانطلاق بالبرنامج من خلال الكتابة عن أديبات عربيات هذه المرة، مبيّنة أنها تناولت في المرحلة الأولى من برنامجها أهم أديباتنا السوريات منذ بداية القرن العشرين ومنهن قمر كيلاني، نديمة المنقاري، ثريا الحافظ، وداد سكاكيني، ألفة الأدلبي، نازك العابد، عادلة بيهم، ثريا الحفار الكزبري، الأميرة بديعة الجزائري، سهام ترجمان والشاعرات مريانا مراش، عزيزة هارون سنية الصالح، وكانت د. عفاف تستشهد في هذا البرنامج بآراء النقاد عنهن وتستعين بمن عاصرهن لتأكيد حقيقة عطائهن، مشيرة إلى أن ما شجعها على متابعة المشروع أنها وجدت أصداء جميلة جداً لبرنامجها الذي أيّدته نخبٌ ثقافيةٌ عديدةٌ من أهل القانون وأساتذة الجامعات، وبعض النساء ذوات التاريخ الثري والشرائح الاجتماعية العادية التي لم تسمع بهن، وتأسف د.عفاف لأن أدب الاستشراق بحث في تاريخ أديباتنا أكثر منا كالدكتورة مريام كلينك الباحثة التي جاءت إلى سورية وقابلت الأديبة هيام نويلاتي، كما تحدثت عن الأديبة د.كوليت خوري، وخاصة عن روايتها “أيام معه” وأجرت مقابلة مع د. نوال السعداوي .

أديبات عربيات

وتشير عفاف يحيى الشب إلى أنه في مرحلة بث برنامج “أدب النساء” من إذاعة دمشق حدَّثها صحفي مصري عن أهميته وصداه في مصر، حيث لا توجد مثل هذه البرامج الثقافية الهامة هناك، كما جاءتها دعوة لزيارة مصر ولقاء نوال السعداوي ودعوة أخرى من منظمة السلم الأهلي من قبل منظمة دنميشن الدانماركية المنعقدة في لبنان وحددت لها مهمة تعتز بها وهي الحديث عن دور الميديا وإدارة جلسة إعلامية مع الإعلامي الشهير رفيق نصر الله، وهكذا توالت الدعوات والترحيب بفكرة أدب النساء وضرورة تشميله للأديبات العربيات والمزيد من السوريات، فلمعت في فكرها وكانت البداية من خلال الكتابة عن الشاعرة المقاومة فدوى طوقان وأخريات.

اجتهاد شريف ومقدس

لم يأتِ برنامج “أدب النساء” للدكتورة عفاف إلا تتويجاً لتلك المسيرة الطويلة في تجنيد قلمها وفكرها للمرأة السورية، فكان “أدب النساء” برأيها ضرورة ملحّة لإيمانها بأن الدفاع عن النساء بالنسبة لها اجتهاد شريف ومقدس وإيمان قوي، لأن لنسائنا دوراً كبيراً وفكراً قويماً في صناعة أدب مقاوم نظيف وبليغ، منوهة إلى أنها حين عرضت إذاعةُ دمشق عليها الكتابة في الدراما المسموعة وافقت لتكتب عن أدب النساء فقط، علماً أن لها منذ سنوات طوال ما يزيد عن 150 سيناريو إذاعياً تناولت فيها مواضيع شتى.

وتشكر عفاف يحيى الشب الجميع لأنها لم تواجه أيَّ نقد من أحد بل واجهت اختلاسات واضحة لفكرة برنامجها وأبطاله من النساء، وبمعنى ألطف وأرقى توضح أن فكرة “أدب النساء” أُخِذَت إلى ندوات أدبية وهي ليست مستاءة من ذلك بل سعيدة، حيث يكفيها فخراً الإضاءة على هذا الجانب الهام في برنامج صنّفه مدير إذاعة دمشق أسامة شحادة مشكوراً بدرجة جيد، وحين اجتمعت معه وعرضت عليه المتابعة في البرنامج وضمّ أديبات عربيات له أعجبته الفكرة وطلب منها الكتابة فوراً وفق قائمة قدمتها له وحظيت باستحسانه لإدراجه في دورة أول العام القادم 2019، مع شكرها الكبير له ولمخرجه نعيم السالم وموفق الأحمد الذي قام بدور الراوي ولكل من وقف إلى جانب هذا العمل النبيل الذي ستعمل على نقله إلى دراما مرئية، بعد أن شوهت بعض أعمال البيئة الشامية تاريخ المرأة السورية، وذلك في حلقات أطول مدة لأن الزمن المخصص لبرنامج أدب النساء لا يزيد واقعياً عن 20 دقيقة ما عدا المقدمة والموسيقا التصويرية والخاتمة.

نساء سورية دفعن الكثير

وترى عفاف يحيى الشب أن الكتابة في أيّ موضوع بالنسبة لها تحمل مضامين وأهدافاً تعود بالفائدة على الجميع.. من هنا بزغت فكرة “أدب النساء” حين لاحظت تغييباً كاملاً في الدراما المسموعة والمرئية وتهشيماً لوعي المرأة وفكرها، خاصة في الأعمال البيئية التي أظهرتها هشّة وثرثارة وبعض أعمال الفضائح والخيانات التي غسلت طهرها وإخلاصها لأسرتها من كل القيم والوفاء، لأجل المكسب المادي وجذب المشاهدين لا أكثر على حساب أنبل المخلوقات، ولأن د. عفاف عُرِفَت بأنها نصيرة المرأة ومقاوِمة شرسة لأجلها تؤكد أنها قد تقف العمر كله لتدافع عن المرأة، لأن نساء سورية في الحرب لم يقصرن ودفعن الكثير في سبيل البلاد وكرامتها، والجميع يشعر أمامهن بالخجل لأننا لم نكن على سوية عطائهن العظيم.

مناصرة المرأة السورية

وتذكّرنا عفاف يحيى الشب أن لها بدايات مع أدب النساء منذ سنوات طوال حيث كتبت أبحاثاً طويلة في صحيفة “الوطن” السورية عن أديباتنا الكبيرات مثل د.نجاح العطار وكوليت خوري وثريا الحافظ ونديمة المنقاري وغادة السمان وقمر كيلاني وغيرهن، وكذلك الأمر في صحيفة “تشرين” وهي منزلها الصحفي الأول منذ ما يقارب من ثلاثين عاماً، حيث كتبت مقالاً وبحثاً وافياً عن زنوبيا النخلة السمراء وبحثت في قضايا الزواج والطلاق والحضانة ومشاكل العمل بالنسبة للمرأة، حتى فازت بجائزة أفضل مقال من صندوق التنمية السكانية التابع لمنظمة الأمم المتحدة عن “نساء في حضانة النساء” ومقال آخر عن “العنف ضد النساء” ولم تتوقف هنا بل ذهبت إلى الدراما المرئية وكتبت فيلم “دموع مرام”، الذي تناولت فيه العنف ضد النساء وفاز بجائزة أفضل نص وإخراج للمخرج نجدة أنزور وفيلم آخر “حادثة على الطريق” للمخرجة رشا شربتجي وحظي بإعجاب كبير بحثت خلاله في الفروق بين النساء المتعلمات وغيرهن من حيث ردود الأفعال.. بعدها كتبت “منار بأربع رجال” لشركة لين ومسلسل “ظلال الأحلام” عن معاناة النساء في العمل لشركة العقاد ثم مسلسل كتبته على مدى عامين بعنوان “حكايا النصف الآخر” لشركة ايبلا، وانتقلت بعد ذلك متدرجة في مناصرة المرأة السورية لكتابة مجموعة قصصية هي “وغاب القمر” بطلاتها من الشابات المراهقات وحظي باهتمام وزارة التربية..

وأشارت د.عفاف يحيى الشب إلى أن البرنامج موجود حالياً في حلقات على  اليوتيوب” ووجهت الشكر كذلك لاتحاد كتاب العرب لنشره مقالات واسعة لها تناولت المرأة كان آخرها “تمكين المرأة السورية بين القرارات والتطبيق”.

أمينة عباس