الشرطة تستحق؟!
لم تسقط مقولة “الشرطة في خدمة الشعب” من حياة المجتمع السوري رغم كل محاولات تشويه هذه الصورة النبيلة والترويج لحالة تخلي من يعمل في هذا القطاع عن المهام والانزلاق في نفق الانتفاع وغير ذلك من الاتهامات والانتقادات التي لاننكر وجودها، ولكن بنسب ضئيلة لم تغير أو تبدل من مضمون الحقيقة التي يجسدها أصحاب الضمائر الحية والعين الساهرة على أمن الناس وسلامتهم وتفانيهم في عملهم، حيث تتزاحم في يومياتهم قصص البطولات المشرفة في مكافحة الإرهاب والجريمة بمختلف أشكالها وأنواعها، والكل يعلم “علم اليقين” أن قوى الأمن الداخلي وقفت كتفاً إلى كتف مع الجيش العربي السوري في مواجهة هذه الحرب الإرهابية التكفيرية على بلدنا، وذلك من خلال مؤسساتها المختلفة، فتحولت وحدات العمل الشرطي إلى وحدات مقاتلة وقدمت قوافل الشهداء.
والحقيقة الأخرى التي لايمكن إنكارها أن مفرزات الأزمة كانت ثقيلة على العمل الأمني الشرطي سواء من حيث زيادة عدد الجرائم المحلية والإقليمية وحتى الدولية، أو من حيث نوعيتها؛ فقد تصدت لأنواع جديدة من الجرائم التي لم تكن شائعة في المجتمع السوري وأبلت بلاءً حسناً في مكافحتها خاصة جرائم التهريب بأنواعها المختلفة، وجرائم التزييف والتزوير وجرائم تهريب الأشخاص وجرائم القتل، فالمعركة التي خاضتها لا يمكن تجزئتها والإرهاب وما ينتج عنه من جرائم كانت هدفاً للقوى الشرطية التي بينت سنوات الحرب والعدوان على بلدنا عمق انتمائها الواعي النابض بالوطنية، فقد أكدت بعملها على مدار الـ 24 ساعة على قداسة الواجب والعمل بكل إخلاص وتفانٍ لحماية المواطن والمجتمع، فلم تخرج آراء الشارع في أدائها عن مسارها الإيجابي، وعبارات (الله حييهم)، (أبطال ميامين )، (حماة كرامة المواطن وحياته) تختصر نظرة المجتمع لرجال الشرطة، ومايعزز هذه الآراء اندفاع آلاف الشباب للانتساب إلى هذه المؤسسة القريبة من حياة المواطن بعلاقة أشبه بعلاقة القلب بالجسد.
وطبعاً اتفاق الناس على أهمية عمل رجال الشرطة ودورهم في ضبط إيقاع الواقع الحياتي وحفظ الأمن والمطالبة بتفعيل هذا الدور وتكريس حضوره ونتائجه على امتداد الجغرافية السورية يقابله إجماع على ضرورة دعم حياتهم الوظيفية من خلال خطوات عديدة لتحسين الوضع المعيشي للعاملين في قطاع الشرطة والجهات التابعة لها وذلك أسوة بالعاملين المدنيين وبالعسكريين في المؤسسات المختلفة، وتأتي زيادة الرواتب في مقدمة المطالب الملحة والضرورية لتحفيز القوى الشرطية وتطوير أدائها وتجسيد مضمون الشرطة في خدمة المجتمع من خلال عمل مؤسساتي وجهاز شرطي يعمل بعقلية الشرطة المجتمعية.؟
بشير فرزان