المشكلة في الإدارة
كنا دائماً نؤكد أن الإدارة المناسبة والطموحة قادرة أن تفعل الكثير، وأن تقلب النتائج وتحقق الأرباح للشركة التي تتولى مهمة تسيير أعمالها.
وفي المقابل لدى بعض الإدارات قدرة كاملة على تحويل الشركات الرابحة إلى خاسرة خلال أشهر من تولي مسؤولية تسييرها، بل وتصفية هذه الشركات إلى الأبد كما حصل مع شركة الكرنك للنقل والسياحة..!
وبما أن المدير يعمل في ظل أنظمة وقوانين نافذة واحدة، فهذا يعني أن نجاح شركة أو فشلها يتوقف على كفاءة وطموح المدير، وقدرته على استثمار الطاقات والإمكانات المتاحة بدلاً من الشكوى والتذمر وإلقاء مسؤولية الفشل على الغير، أي على الجهات الوصائية..!
ولدينا اليوم مثال جديد على المدير الناجح من معمل أحذية مصياف الذي كان يعاني من صعوبات ومشكلات في ظل الإدارة السابقة تبين أنها مفتعلة لخدمة مصالح خاصة جداً..!
ما إن بدأت الإدارة الجديدة التي تعرف تماماً كل شاردة وواردة في معمل مصياف حتى انقلبت الأمور رأساً على عقب..! ولعل الخطوة المهمة جداً كانت تفعيل عمل لجنة الجودة التي كانت متوقفة عن العمل لأسباب ليست خافية على أية جهة معنية بالإنتاج والتسويق..!.
والسؤال: كيف تقبل أية إدارة بتسويق منتجاتها دون مراقبة تصنيعها من لجنة جودة..؟
لقد سبق وأن قامت بعض الجهات التي تشتري الأحذية من معمل مصياف برد طلبيات لرداءة التصنيع، ومع ذلك فإن الإدارة السابقة لم تُحرك ساكناً لإصلاح الأمور وتفعيل عمل لجنة الجودة.. ترى لماذا..؟
ولم تكتفِ الإدارة الجديدة بتحسين مواصفات إنتاج أحذية معمل مصياف فقط بما يضمن سمعة المنتج، بل سارعت أيضاً إلى إعادة العمل بخط إنتاج الحذاء المدني المتميز (الموكسان)، وهذه خطوة أولى لتطوير صناعة الأحذية..!
أليس غريباً أن تتوقف الإدارة السابقة عن إنتاج الحذاء المدني في معمل مصياف..؟
وبما أن العمال هم محور الإنتاج فقد اهتمت الإدارة الجديدة على عكس سابقتها بتشميل كل عمال المعمل بالتأمين الصحي الشامل ولكل أفراد أسرهم بدءاً من 21/ 12/2018..!
ولا شك أن العمال فرحوا كثيراً وهم يستلمون البطاقات الصحية، وهذا إنجاز يُسجّل لإدارة المعمل الجديدة التي تعرف جيداً أن العمال يتعاملون مع مواد تشكل خطراً على صحتهم.
بالمختصر المفيد: المشكلات التي تحول دون استثمار الطاقات المتاحة في قطاعنا العام كانت وستبقى في اختيار المدير المناسب، أي أن المشكلة في الإدارة، ولا شيء آخر سوى الإدارة..!
علي عبود