الصفحة الاولىصحيفة البعث

إحباط محاولات تسلل إرهابية في ريف حماة الاقتتال يحتدم بين المجموعات التكفيرية في الشمال

وجهت وحدات من قواتنا المسلحة أمس ضربات مركّزة ودقيقة على تحركات مجموعات إرهابية حاولت التسلل باتجاه عدد من النقاط العسكرية والمناطق الآمنة بريف حماة الشمالي، وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين. في وقت تتزايد عودة المهجرين خارج الوطن بفعل الإرهاب بعد التسهيلات التي قدمتها الدولة السورية لهم، حيث عاد نحو 400 شخص عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

وسط هذه الأجواء احتدم الاقتتال بين المجموعات الإرهابية في شمال سورية مخلّفاً نحو 500 قتيل خلال 6 أيام من المواجهات بين، إخوة الأمس وأعداء اليوم، ناهيك عن المدنيين الذين سقطوا برصاص الإرهابيين، فيما هبّ نظام رجب طيب أردوغان لنجدة مرتزقته مما يسمى “حركة نور الدين الزنكي” التي انهزمت في ريف حلب الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي جبهة النصرة.

وفي التفاصيل، رصدت وحدة من الجيش متمركزة في ريف حماة الشمالي مجموعات إرهابية مما يسمى “كتائب العزة” تسللت من بلدة اللطامنة ومحيطها باتجاه نقطة عسكرية في المنطقة، وتعاملت معها بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى إيقاع قتلى ومصابين في صفوفها، في حين فر الباقون باتجاه نقاط تسللهم.

وبيّن مراسل “سانا” أن ضربات مدفعية نفذتها وحدة من الجيش على مجموعة إرهابية حاولت التسلل انطلاقاً من قرية معركبة للاعتداء على إحدى النقاط العسكرية أدت إلى تكبيدها خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير نقاط محصنة للإرهابيين في عمق منطقة انتشارهم.

وتنتشر في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي وإدلب تنظيمات إرهابية، أبرزها “هيئة تحرير الشام” بزعامة “جبهة النصرة” وما يسمى “كتائب العزة” و”الحزب التركستاني” و”الجبهة الوطنية” وغيرها والتي تضم مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية، وتعتدي على المناطق المجاورة الآمنة، وتتسلل نحو نقاط الجيش في خرق متكرر لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح بإدلب.

في الأثناء، عاد أكثر من 400 شخص من المهجرين بفعل الإرهاب إلى الوطن قادمين من الأردن عبر معبر نصيب الحدودي، وبيّن العقيد مازن غندور رئيس المركز أن المركز استقبل منذ بداية الشهر الجاري 404 مهجرين سوريين بتذاكر مرور مؤقتة، لافتاً إلى أن حركة عودة المهجرين تتزايد يومياً في ظل الإجراءات الميسرة من الحكومة لتسهيل عودتهم إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وعاد عبر مركز نصيب الحدودي أكثر من 6000 من المهجرين السوريين منذ افتتاحه منتصف تشرين الأول الماضي وحتى نهاية العام الماضي.

من جهة ثانية، ومع احتدام القتال الضاري بين التنظيمات الإرهابية على جبهات عدة في شمال سورية سجلت الساعات الماضية استيلاء “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، في وقت تؤكد فيه التقارير الميدانية استمرار سقوط الضحايا بين المدنيين نتيجة الاقتتال بين الإرهابيين.

مصادر إعلامية وأهلية أكدت استمرار التحضيرات والتجهيزات من المجموعات الإرهابية التابعة لما يسمى “الجبهة الوطنية” في محيط مدينتي أريحا ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي بعد تمكن إرهابيي “تحرير الشام” من السيطرة على مساحات واسعة من ريف حلب الغربي ما سمح لهم بإرسال تعزيزات إلى مجموعاتهم الإرهابية جنوب إدلب تمهيداً للانقضاض على أعداء اليوم وإخوة الأمس من التنظيمات الإرهابية.

التعزيزات الجديدة إلى الريف الجنوبي لإدلب شملت أيضاً مناطق بسنقول وبسامس وقرصايا، وجاءت بذريعة رفض حركتي “أحرار الشام” و”صقور الشام” الإرهابيتين تسليم المناطق التي ينتشرون فيها، وهي في الحقيقة، كما يؤكد متابعون، تأتي في إطار سعي “الهيئة” للسيطرة على أريحا ومعرة النعمان للتحكم بالطرق الرئيسية في المنطقة، ولفتت المصادر إلى أنه تحسباً لأي هجوم لإرهابيي جبهة النصرة عمد إرهابيو ما يسمى “ألوية صقور الشام” و”حركة أحرار الشام” إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة معرة النعمان وإقامة السواتر الترابية والتحصينات الهندسية وزراعة الألغام وغيرها في الأراضي الزراعية ومحيط المناطق السكنية التي تتخذها تلك التنظيمات ملاذاً ما يعرض المدنيين للخطر.

تجدد الاقتتال بين المجموعات الإرهابية على محاور في القطاع الشمالي من ريف إدلب دفع النظام التركي إلى تعزيز مواقع وتحصينات التنظيمات التي يدعمها بشكل مباشر، حيث ذكرت مصادر إعلامية وصول أكثر من 400 إرهابي من “حركة نور الدين الزنكي” إلى جنديرس ومحيطها وعفرين وريفها قادمين من الريف الغربي لحلب بعد انهزامها أمام إرهابيي “جبهة النصرة”.

وبيّنت المصادر أن الاقتتال خلّف أكثر من 500 قتيل بين الإرهابيين ناهيك عن المدنيين الذين سقطوا برصاص الإرهابيين خلال عمليات الدهم والتفتيش لمنازل الأهالي بذريعة البحث عن عناصر تنظيم “نور الدين الزنكي” الإرهابي، حيث أقدموا على تصفية العشرات من الأهالي.

المصادر أكدت أن إرهابيي “هيئة تحرير الشام” تمكنوا خلال اليومين الماضيين من التقدم والسيطرة على منطقة استراتيجية مثل دير سمعان وقلعة سمعان، مشيرة إلى أن الاقتتال خلّف أكثر من 500 قتيل بين الإرهابيين، ناهيك عن المدنيين الذين سقطوا برصاص إرهابيي النصرة خلال عمليات الدهم والتفتيش لمنازل الأهالي بذريعة البحث عن عناصر تنظيم “نور الدين الزنكي”، حيث أقدموا على تصفية من وجدوه من أهالي وأقرباء إرهابيي التنظيم المذكور.

قتال الإخوة الأعداء من التنظيمات الإرهابية خلّف ضحايا بين المدنيين من أهالي المناطق التي ينتشر فيها الإرهابيون، حيث أكدت المصادر وصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي أن المئات من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة الاشتباكات العنيفة بين الإرهابيين، ناهيك عن الخسائر المادية والأضرار الكبيرة التي طالت المنازل والممتلكات والبنى التحتية والمراكز الخدمية وأهمها الصحية وشبكات الكهرباء والمياه.

وكانت معارك طاحنة نشبت بين التنظيمات الإرهابية في ريف حلب الغربي منذ 6 أيام وامتدت لتصل إلى مناطق انتشارها بريف إدلب وذلك في محاولة من أحد طرفي الاقتتال فرض أمر واقع في المنطقة منزوعة السلاح ومحيطها والاستئثار بموارد المنطقة وخيراتها وبالأتاوات التي يتم الحصول عليها من خلال فرضها على المدنيين أو المبالغ المالية التي تأتي من مشغليهم من الأنظمة الإقليمية أو الدول الغربية المعادية للدولة السورية.

سياسياً، أكد رئيس حزب الاتحاد اللبناني النائب عبد الرحيم مراد أنه من المخجل استمرار الحكومة اللبنانية باستخدام ما سمي “النأي بالنفس” حول ما يجري في سورية التي ساهمت في الدفاع عن لبنان أيضاً كي لا يصل الإرهاب إليه، وأشار إلى أن مصلحة لبنان تقتضي إقامة علاقات مميزة مع الشقيقة سورية وإلى أن التداخل الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي بين البلدين يستوجب علاقات مميزة، وأوضح مراد أن الجميع اعترف بانتصار سورية على الحرب الإرهابية التي شنت عليها، مبيناً أن هذا النصر يصب في مصلحة كل الدول العربية.

وفي براغ، أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع أوراق برلمانية الالكتروني التشيكي أن 93 بالمئة من المواطنين التشيك يعتبرون الوجود الأمريكي في سورية تحت مسمى (التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب) غير شرعي. وبحسب الاستطلاع الذي شمل 4829 شخصاً، فإنه يتوجب على الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية للمساهمة في حل الأزمة فيها.

إلى ذلك أكد وزير الخارجية التشيكي الأسبق تسيريل سفوبودا أن خروج القوات الأمريكية الموجودة بشكل غير شرعي في سورية سيفتح المجال لإنهاء الحرب التي تشن على هذا البلد عاجلاً، لافتاً إلى أن حل الأزمة لن يتم إلا عبر حوار بين السوريين دون تدخل خارجي.