صحيفة البعثمحليات

العون المنشود!!

لو عملنا كشف حساب للعام الماضي لجهة ما قُدّم من خدمات وتلبية حاجات للمواطن، لوجدنا أن الأقوال تفوق بكثير الأفعال، وذلك قياساً لما كنّا وما زلنا نسمعه من تصريحات ووعود على كل الجبهات الخدمية التي تمسّ حياة المواطن، لكن يبدو أن مفاعيلها تجمّدت بفعل موجة البرد التي تجتاح البلاد هذه الأيام، والناس تحلم “بأسطوانة غاز وليترات مازوت ولمعة كهرباء”، والخوف أن تطول قائمة الأحلام وتنكمش الأمنيات رغم بساطتها في ظل هكذا وضع تحكمه العشوائية في القرارات، والفوضى التي تتجلّى بغياب الرقابة وقلّة المساءلة والمحاسبة لمن يتفنّن بافتعال الأزمات بالوقت الذي يريده؟!

هذه حقيقة يدركها المعنيون بأحوالنا والمؤتمنون على راحة بالنا، بل من أين ستأتي الراحة في ظل هذه الظروف الصعبة التي ننتظر فيها أداءً حكومياً أكثر عطاءً وديناميكية بمعالجة الأزمات.

هنا يتجسّد السؤال: لماذا مطلوب من المواطن أن يقدم كل شيء من واجبات والتزامات ويُحاسب أو يُلام إذا قصّر بأدائها، وعندما يطالب بحقوقه أو يسأل عنها يُقابل “بالتطنيش” أو بالكلام والوعود بتحسين الحال التي لا أثر لها على الأرض.؟!

لا شك في أن هذا يجافي العلاقة المثالية بين المواطن والمسؤول، والتي يجب أن يكون قوامها الفعل والعطاء بالعطاء.

ندرك أن الظروف صعبة، وأن تأمين المستلزمات والحاجات الضرورية يشكل ضغطاً كبيراً، لكن طالما هي متوفرة بحدودها المقبولة، نعتقد أنه من حق المواطن أن يسأل عن العدالة في التوزيع سواء ما يخص الغاز والمازوت وتقنين الكهرباء، وأي خدمة أو حاجة ملحة أخرى باتت مسار تندر وتعليقات جريئة على مواقع التواصل الاجتماعي التي وجد فيها المواطن فرصة للتنفيس من الضغوط التي أثقلت كاهله.!

يا حكومتنا العتيدة، المواطن يقدّر الظروف، ولكن من حقه أن يشعر بالثقة والمصداقية في التعامل لجهة أن أحواله ستتغير نحو الأفضل، فهل هذا بمستحيل في وقت يحقق فيه جيشنا الباسل المعجزات بفضل صمود هذا الشعب الصامد والصابر والمؤمن بحتمية الانتصار، فلا تخذلوه وبالوعود تغمروه، “فالحكي ما بيدفي” ولا يغني ولا يسمن من جوع!!

غسان فطوم

ghassanfattoum@gmail.com