أخبارصحيفة البعث

هل باتت أيام نتنياهو معدودة؟

 

تشير أدلة دامغة إلى تلقي رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رشاوى، وشروعه باستغلال الثقة، والاحتيال، وإساءة الائتمان، وهي جرائم مدنية وثانوية مقارنة بارتكاب جرائم كبيرة، لا تتم  محاسبته عليها، تتمثّل بشنه حرباً على الفلسطينيين طيلة فترة توليه رئاسة الوزراء وارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
لقد أظهرت التحقيقات في مخالفات وتجاوزات نتنياهو أنه حصل على ما يقارب 1.1 مليون دولار هدايا بشكل غير قانوني تلقاها من الفرنسي المتهم بالاحتيال “ارنو ميمران” والملياردير الإسرائيلي “ارنو ملشان” وغيرهما، كما أنه يواجه تهماً فيما يعرف بالقضايا 1000 و2000 و4000.
أما القضية الثانية، فتتعلق بالتسجيلات الصوتية الموجودة بحوزة الشرطة لمحادثة أجراها مع ناشر صحيفة يديعوت احرونوت “ارنون موزيس” في محاولة لاستمالته لتغيير خط الصحيفة المناهض لنتنياهو، مقابل فرض قيود على صحيفة “اسراييل هيوم” المجانية والمؤيدة لنتنياهو. وتؤكد القضية رقم 4000 أن الشرطة تشتبه في أن رئيس مجلس إدارة كبرى شركات الاتصالات الإسرائيلية (بيزك) شاؤول إيلفتش أمر بتغطية مواتية لنتنياهو في موقعه الإخباري مقابل الحصول على مزايا، وقال إيلان يشوا، المدير التنفيذي للموقع الإخباري “والا” إنه واجه ضغوطاً شديدة لإخفاء الأخبار السلبية عن نتنياهو.
كان يتوجب ملاحقة نتنياهو ومحاسبته منذ فترة طويلة، وتوجب على المدعي العام الإسرائيلي أن يوجه له لائحة اتهام منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من وجود أدلة قوية ضده إلا أنه سيؤجلها، كما يبدو، خاصة مع إجراء انتخابات مبكرة في 9 نيسان المقبل.
في الحقيقة، أعلن نتنياهو تقديم موعد الانتخابات إلى نيسان لاعتقاده أنه سيعاد انتخابه، لأنه يُعتبر مفوضاً بالحكم إذا سارت الأمور بهذه الطريقة، على الرغم من الاتهامات التي سيقت ضده، وفي محاولة لصرف الانتباه إلى العملية السياسية، ما استدعى رئيس حزب العمل “آفي غاباي” لتوجيه الانتقادات له لاستخدامه قناة 10 الإسرائيلية كمنصة لإنقاذ نفسه من التحقيقات.
والسؤال الذي يجب طرحه، هل باتت أيام نتنياهو معدودة في السلطة؟ وهل سيصدر بحقه قرار اتهام، ويتم تقديم الأدلة الدامغة لتعزيز التهم الموجهة إليه؟ وإذا تم اتهامه وإدانته وحكم عليه، فهل سيتجنب السجن؟
إنه يتشبث بالحياة لتجنب المحاكمة والبقاء في منصبه، ومهما كان ما سيحدث في المستقبل، فلن تتم مساءلته حول الفصل العنصري ومنطق القوة الغاشمة، والجرائم الأخطر التي يرتكبها.
سمر السمارة