الفئات “الطرفية” الأكثر تعرضاً والإحصائية 200 ألف مريض الطبابة النفسية تلبي 20% من متطلبات المحتاجين و70 اختصاصاً فقط
دمشق – حياة عيسى
مازالت الفجوة والاحتياجات كبيرة في عالم الطب النفسي كون خدماته لا تغطي سوى20% من متطلبات محتاجيها، ولاسيما في الأعوام المنصرمة التي شهدت تزايداً ملحوظاً بعدد المرضى النفسيين وقلة بعدد أطباء الاختصاص الذين لم يتجاوز عددهم حتى تاريخه الـ70 طبيباً، هذا ما أدلى به مدير الصحة النفسية بوزارة الصحة الدكتور رمضان محفوري الذي أشار إلى تراجع عدد الأطباء النفسيين إلى أكثر من النصف بالتزامن مع فقدان المشافي والمراكز الصحية لاختصاص الطب النفسي نتيجة عدم قدرته على جذب الأطباء للاختصاص، وعدم وجود دعم كافٍ من الحكومة كونه قطاعاً خاسراً، إضافة إلى تقيد الطبيب النفسي بتسعيرة مجحفة بحقه قيدته بها وزارة الصحة، مع انعدام وجود أي مدخل إضافي بالنسبة للطبيب النفسي كغيره من الأطباء، الأمر الذي يتطلب من الجهات ذات الصلة لاسيما الوزارة التطلع لتحسين واقع الطب النفسي، وتأمين كافة الظروف الملائمة لتشجيع الاختصاص ودعمه.
وبين محفوري في حديثه لـ “البعث” وجود/194/ ألف مريض نفسي في عام 2017، في حين بلغ عدد المرضى النفسيين في العالم الماضي حوالي/ 200 / ألف مريض تقريباً، وذلك حسب آخر الإحصائيات التي أجرتها المديرية، علماً أن/27/ ألف مريض فقط استفادوا من خدمة العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات النفسية، ولاسيما أن عدد خريجي علم النفس الذين اتبعوا دورة تدريب علاج سلوكي معرفي والعلاج بالمشورة لا يتجاوز عددهم /23/متدرباً ضمن وزارة الصحة، الأمر الذي دفع بمديرية الصحة النفسية بالتعاون مع الشركاء باتباع سياسة تدريب الأطباء غير النفسيين بالمراكز الصحية والمشافي على طرق الكشف والتعامل مع بعض الاضطرابات النفسية الأكثر انتشاراً، والتي تؤدي إلى العطالة عن العمل والخسائر للمؤسسات والوزارات والتي يبلغ عددها حوالي الـ/ 12/ اضطراباً، حيث تم تدريب حوالي/ 1600 / طبيب من كافة الاختصاصات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، علماً أن عدد المشافي النفسية لا يتجاوز خمسة مشافٍ؛ اثنين منها تابعين للقطاع الخاص، وثلاثة للقطاع الحكومي كمشفى ابن سينا الذي لم يخرج عن الخدمة بالرغم من وجوده بمنطقة كانت ساخنة، إلا أنه استمر بتقديم الخدمات لمحتاجيها، و كذلك مشفى ابن رشد الذي استمر بتقديم خدماته لكافة مرضاه، في حين خرج مشفى ابن خلدون بحلب عن الخدمة، وتم خطف المرضى ومساومة الحكومة عليهم إلى حين تحرير المنطقة وإعادة تأهيله ووضعه في الخدمة، أما مشافي القطاع الخاص فهي مازالت خارج الخدمة.
ولفت محفوري إلى أن الفئات “الطرفية” تعتبر الأكثر تعرضاً للشدة النفسية (كالأطفال، كبار السن، النساء، المرضى، الحوامل، ذوي الإعاقة والأقليات السياسية والدينية) كونهم من المجموعات الهشة في المجتمع.
ويشار إلى أن مديرية الصحة النفسية في وزارة الصحة تم إعادة استحداثها في عام 2014 لوضع الخطط والبرامج والسياسات الصحة النفسية والإشراف الفني على كل ما يتعلق بالطب والصحة النفسية، ووضع الروائز “أساليب الفحص” والاهتمام بالأدوية النفسية التي توصف عن طريق الأطباء النفسيين للمحتاجين ووضع المناهج، كون الخطط والدراسات من أولويات اهتمام المديرية لاعتبارها الركيزة الأساسية لتقديم العلاجات المختلفة، ووضع الخطط الوقائية والدراسات والبحوث والإشراف على طلاب الدراسات بالنسبة لكل من كلية علم النفس والأطباء النفسيين المقيمين، والإشراف على المحاضرات، إضافة إلى تأمين الأدوية كون وزارة الصحة توزع لمحتاجيها بالمشافي مجاناً حتى للمرضى غير المقيمين.