53 طفلاً أعدمهم الاحتلال بدم بارد خلال عام
53 طفلاً فلسطينياً أعدمهم الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الماضي بدم بارد، واعتقل أكثر من 900 آخرين لايزال 350 منهم في معتقلاته يعانون أبشع عمليات التعذيب في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.
وفي هذا السياق نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين شهادات مرعبة حول أساليب الاحتلال في الاعتداء على الأطفال خلال عمليات الاعتقال والاستجواب، حيث يتعرضون لأقسى أنواع الضرب والتنكيل والتعذيب، منها تكبيل الطفل بكرسي صغير، وضربه على وجهه ورأسه، وجميع أنحاء جسده حتى يفقد وعيه من شدة الألم.
ويروي الطفل توفيق العواودة 15 عاماً مشاهد مرعبة عن لحظة اعتقاله على يد الاحتلال قائلاً: “اعتقلتني قوات الاحتلال شرق قطاع غزة بينما كنت أعمل في حقلي، حيث تم اقتيادي أنا ومجموعة أطفال، وكبلونا بالأصفاد، وركلونا بأرجلهم، ومنعوا عنا الطعام ساعات طويلة، وتركونا في البرد بعد أن جردونا من ملابسنا، وتركوا الكلاب تنهش أجسادنا”، وأشار إلى أن قوات الاحتلال وبعد أن كبلت أيدي الأطفال المعتقلين قامت بتعصيب عيونهم، واعتدت عليهم بأعقاب البنادق، ونقلتهم إلى زنازين تحت الضرب والركل والشتائم، ولم يسمحوا لهم بالتواصل مع عائلاتهم.
من جانبه أوضح المتحدث باسم منظمة أنصار الأسرى مجدي سالم أن هناك أنواعاً متعددة من التعذيب يمارسها الاحتلال بحق الأطفال المعتقلين مثل الضرب المبرح بأدوات مختلفة وترهيبهم بالكلاب البوليسية من أجل انتزاع اعترافات منهم، ومنع الماء والطعام عنهم ساعات طويلة، ومنع الأب والأم من زيارة أطفالهم، وتوجيه عبارات بذيئة لهم، وأشار إلى أن من بين الـ350 طفلاً في معتقلات الاحتلال، هناك 55 طفلاً يعانون أمراضاً متعددة، وهم بحاجة ماسة للعلاج، وتدخل عاجل من منظمة الصحة العالمية لإنقاذ حياتهم المهددة بالموت، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته حيال ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال من عمليات تعذيب وقهر.
مدير جمعية الأسرى والمحررين حسام حميد، بيّن أن الاحتلال قتل 2070 طفلاً منذ عام 2000 إضافة إلى إصابة واعتقال الآلاف، لافتاً إلى أن الاحتلال لا يكتفي بالتعذيب بحق الأطفال الأسرى، بل يفرض عليهم أحكاماً قاسية تتراوح بين عام و35 عاماً وغرامات مالية باهظة تصل إلى 300 ألف دولار للطفل الواحد في محاولة لقتل روح الصمود والتمسك بفلسطين، مؤكداً أن الاحتلال سيفشل في تحقيق أهدافه، لأن الفلسطينيين مستمرون بمقاومة الاحتلال حتى إقامة دولتهم المستقلة.
ووثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية شهادات حية تثبت ارتكاب الاحتلال جرائم تعذيب جسدي ونفسي بحق الأطفال في معتقلاته في انتهاك سافر لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، داعية المؤسسات والمنظمات التي تهتم بحقوق الطفل إلى عدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب حيال الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال، بل التحرك العاجل لإنقاذ الأطفال الفلسطينيين من براثن الاحتلال في ظل ما يتعرضون له من عمليات تعذيب وإذلال وانتهاك لحقوق الطفل.