ثراء دبسي متفائلة بمستقبل الدراما الإذاعية
لم تعمل في الفن من أجل حبّ الظهور أو النجومية لذلك اتجهت إلى الإذاعة لأنها وجدت نفسها فيها، ورأت أنها تستطيع من خلالها أن تقدّم ما تعتقد أنه أكثر إيجابية.
لا تخفي الفنانة ثراء دبسي والتي كرمت مؤخراً من خلال ورشة “الدراما الإذاعية 70 عاماً من العطاء” أن الدراما الإذاعية مرت بمرحلة غفوة استمرت لفترة لا بأس بها، أما اليوم فهي متفائلة بواقع أفضل لها بفضل المخرج باسل يوسف الذي استلم إدارتها مؤخراً، والذي أحس بوجع العاملين في الإذاعة وإصراره على استقطاب مجموعة جديدة من الكتاب لرفد برامجها وأعمالها الدرامية وإحياء العديد من البرامج.
خطوة هامة
لم تترك دبسي الإذاعة في أحلك الظروف التي مرت بها وترى أن الإذاعة اليوم تعيش أياماً جميلة بعد أن أصبحت يسلط الضوء عليها، وتجلى ذلك من خلال الورشة التي أقيمت مؤخراً لمناقشة واقع الدراما الإذاعية والبحث في حلول لمشاكلها، وكلها أمل أن تترجم توصياتها لمنهج عمل، وهذا برأيها أمر غاية في الأهمية، منوهة إلى أن إذاعة دمشق كانت ومازالت حريصة على تقديم الدراما التلفزيونية التي يجب أن تؤثر في الرأي العام وهي إن لم تفعل ذلك فلا مبرر لوجودها، والخطوة الأهم أن الإذاعة أدخلت الدراما الإذاعية لبعض الإذاعات الأخرى وهذا برأيها خطوة هامة والمطلوب متابعتها وتطويرها، إلى جانب إيجاد الوسائل فيها لخلق تواصل دائم بينها وبين المتلقي وهذا ما يجب أن يكون ضمن خططها المستقبلية ليكون المتلقي شريكاً حقيقياً فيها، مؤكدة على أهمية الترويج لأعمالها وبرامجها وفنانيها من خلال الصورة التلفزيونية.
وتؤمن دبسي أن أي ممثل يستطيع أن يعمل في الإذاعة طالما أنه ممثل، ولكن يجب أن يكون مالكاً لملكة الأداء والإلقاء والنطق السليم خاصة وأن فن الإذاعة من الفنون الصعبة والميكروفون فيها يحتاج لممثل قوي يستطيع شد المتلقي من خلال صوته.
المسرح إذا روى
وتشير دبسي إلى أنها تشارك اليوم في العديد من الأعمال والبرامج الإذاعية كممثلة ومخرجة كبرامج “ظواهر مدهشة” و”المسرح إذا روى” وهو من البرامج القديمة الذي تعدد مخرجوه فالبداية كانت من خلال الراحل لؤي عيادة وكانت حينها دبسي تعمل فيه كممثلة وبعد رحيل عيادة انتقل البرنامج للفنان المسرحي زيناتي قدسية إلى أن استلمته الفنانة دبسي التي حاولت رفده بدماء جديد من الكتاب والمعدين، مبينة أنها اليوم وبعد أن أنجزت نحو 70 حلقة منه نجحت في توثيق حال المسرح السوري على صعيد الكتابة والفنانين العاملين فيه من خلال إصرارها على مسرحة النصوص المسرحية السورية، والتعريف بكتابها من خلال هذا البرنامج وبطريقة غير مباشرة، موضحة وهي التي بدأت مشوارها الفني في سنٍ مبكرة من خلال المسرح، أن بداياتها قبل الاحتراف كانت في معهد النضال العربي بحلب، حيث تتلمذت على يد سليمان العيسى، صبحي المصري ود. زهير براق، وفي أواسط خمسينيات القرن الماضي قامت ببطولة مسرحية “غداً تشرق الشمس” مع الفنانين ثناء دبسي، سليم قطايا، جميل ولاية، عمر حجو، وأحمد عداس، وقدّمت المسرحية على خشبة مسرح “دار الكتب الوطنية” بحلب تحت اسم فرقة “مسرح الشعب”، ثم توالت أعمالها إلى أن دعيت من قبل لجنة المسرح القومي بدمشق وكانت في مرحلة الدراسة الإعدادية، لتصبح عضواً مؤسساً في الفرقة بعد أن حصلت على استثناء خاص كونها تحت السن القانونية، ورشحّها الراحل نهاد قلعي لبطولة مسرحية “البورجوزاي النبيل” سنة 1961 تلتها مسرحية “أبطال بلدنا” في العام ذاته، لتقدم بعدها خلال مسيرتها الفنّية الطويلة خمساً وسبعين عرضاً مسرحياً، معظمها من إخراج علي عقلة عرسان، كما شاركت في ستينيات القرن الماضي بالعرض الأول لمسرح “الشوك” الشهير مع دريد لحّام وعمر حجو، والراحل نهاد قلعي، غابت لفترة عن المسرح بسبب تفرغها للعمل في الإذاعة والمسلسلات التلفزيونية، لتعود بعد سنوات طويلة إليه من خلال مديرية المسارح والموسيقا بعرض “الساعة الأخيرة من ماضي السيدة حكمت”..
مقلة في أعمالها
أما في التلفزيون فكانت دبسي مقلة في أعمالها وكانت قد شاركت في تمثيلية “الغريب” في العام 1960وهو أول عمل تلفزيوني قدم على الهواء مباشرة ويتحدث عن الثورة الجزائرية وبطولاتها وأمجادها وهو من إخراج سليم قطايا، لتشارك بعد ذلك بعدة أعمال منها: ساعي البريد، خان الحرير، حي المزار، أيامنا الحلوة، أمهات، كوم الحجر، حي المزار وغيرهم.. وتحضر دبسي اليوم لعمل إذاعي درامي مهم.
أمينة عباس