حفل تسليم جوائز الدولة التشجيعية ٢٠١٨
لايمتلك التكريم دلالات تحفيزية تشجيعية فحسب، بل له دلالات إنسانية وحضارية كبيرة، فمن يحترم مبدعيه لابد أنه يسير في طريق التطوير والتنوير، وفي الأمس احتضنت دار الأسد للثقافه والفنون حفل تسليم جوائز الدولة التشجيعية لعام ٢٠١٨ للفائزين د. محمد قاسم في مجال النقد والدراسات، الشاعر قحطان بيرقدار في مجال الآداب، ورسام الكاريكاتير رائد خليل في مجال الفنون).
وفي كلمة ألقاها نيابة عن وزير الثقافة تحدث معاون الوزير توفيق الإمام عن تجربة الفائزين الثلاثة، مؤكداً أن سورية تثبت مرّةً بعد مرة، أنها قادرة على الوقوف في وجه أعتى الطامعين والتصدي لأشرس الطغاة، مستندة إلى الإرث الحضاري السوري الذي تكوّن عبر قرون من جهد شعبنا المبدع، وطاقاته الابتكارية المدهشة، وما تزال الدولة السورية تولي اهتماماً بالغاً للثقافة وتطورها لأن الثقافة هي أحد الأعمدة المهمة في صمودنا خلال هذه الحرب، وهي الوجه الآخر لانتصارات الوطن, و ما هو مطلوب منا كوزارة للثقافة، ومن كتابنا وفنانينا المبدعين، كبير ومهم للغاية، إذ ينبغي أن نشكل جميعا البوصلة الروحية والفكرية للخروج من أتون هذه الحرب ومعالجة آثارها وأضرارها النفسية والفكرية وإعادة بناء اللحمة الوطنية بين أفراد الوطن السوري.”.
وأعرب الشاعر قحطان بيرقدار عن سعادته بالجائزة وقال: لقد ترك صدى طيبا في نفسي حصولي على الجائزة الوطنية التي شرفتني بها وزارة الثقافة وحملتني مزيدا من المسؤولية، وشكلت حافزاً كبيراً على المضي في رحلتي في عالم الآداب وكذلك في مجلة الطفل العربي أسامة، موجهاً الشكر للوزارة ولكل من سانده وشاركه هذه الفرحة.
وقدم الفنان رائد خليل إضاءة على فن الكاريكاتور الذي مايزال متوالداً ومتعاظماً يتصدر الفنون بإيقاعه السريع المملوء بالسخرية المرة المولودة من عمق المعاناة، وحكايات الفن كثيرة جداً ومناخاتنا فرضت واقعاً خَصباً للتعبير، في حال يشبه”الولادة من الخاصرة” وأقتبس هذا العنوان الدرامي لأنَّ الأحداث المتلاحقة التي هيّجت الحالة الساخرة في بلدنا، جعلت بعض الصحف كـ” الراوي” عام 1909 و”ضاعت الطاسة” عام 1910، تفردان لهذا الفن زوايا عديدة وصولاً إلى زمن “المضحك المبكي”، وحديثاً في عام 2005 أطلقتُ مسابقة سورية الدولية للكاريكاتور، التي مازالت مستمرة حتى الآن واستقطبت المئات من رسامي الكاريكاتور وعشرات الدول وكان هدفنا هو التلاقح الثقافي والمعرفي مع العالم، مؤكداً الحاجة إلى هذا التكريم كي نلون سماءنا بألوان قوس قزح.
وبيّن د. محمد قاسم أنه مقام عزيز وموقف مهيب لم يجل في خاطري أن أقفه يوماً، ذاكراً مجموعة الأعمال التي تقدم بها إلى جائزة الدولة التشجيعية، معبراً عن مشاعر الفرح التي تغمر قلبه بالقول أصابت مني سعادة ليس لها نظير فليس هناك أجمل من أن يكرم المرء في وطنه، شاكراً كل من له أثراً طيباً في حياتي فأوصلني إلى هذا المقام.
لوردا فوزي