روحاني: أمريكا غير قادرة على عزل إيران
انتقدت السفارة الإيرانية في لبنان الزيارات الاستفزازية والتحريضية التي قام بها مؤخراً عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى بعض دول المنطقة، مؤكدة أن تصريحات هؤلاء المسؤولين أظهرت أكثر من أي وقت مضى فشل سياسات الإدارة الأميركية وخيباتها المتكررة، فيما جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، تأكيده أن الولايات المتحدة غير قادرة على عزل إيران عن العالم، مشيراً إلى أن طهران لا تخشى العقوبات الأمريكية.
وقال روحاني، خلال اجتماعه مع مسؤولي محافظة غلستان: “نحن لسنا خائفين من العقوبات، لكن الحرب الاقتصادية لا طعم لها من دون صعوبات”، مضيفاً: إن العديد دفعنا إلى القيام بانتهاك التزاماتنا في الاتفاق النووي، لكننا لم نفعل ذلك، وبيّن أن إيران لم تبدأ الحرب الاقتصادية، إننا نفخر بأنها لم تخرق الاتفاقيات حتى في مثل الحرب التي دامت 8 سنوات مع العراق، ولم نكن في حالة حرب من الناحية الاقتصادية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة واجهت 14 عضواً خلال رئاسة مجلس الأمن الدولي من أجل محاولة حشد المجلس ضد إيران.
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن هدف الولايات المتحدة من المحادثات مع طهران هو التخلي عن التكنولوجيا النووية، وهذا مرفوض، نحن اليوم في أفضل حالة وننتج 20٪ من الوقود، مبيناً أنه على الرغم من العقوبات في الأشهر الأخيرة، اشترينا عشر سفن حاويات.
في الأثناء أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن إيران قادرة في حال أرادت استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في غضون 3 أو 4 أيام فقط، وقال تعليقاً على عدم تفعيل الأوروبيين تعهداتهم في إطار الاتفاق النووي تجاه إيران: لو أردنا فإننا قادرون على زيادة حجم ودرجة التخصيب فوراً، مضيفاً: وافقنا على بعض القيود التي لا تأثير لها على صناعتنا النووية لأننا ما زلنا نواصل عملية التخصيب مع فارق أننا كنا نقوم بالتخصيب بنسبة 4 أو 20 بالمئة، فيما نقوم الآن بالتخصيب بنسبة 3.67 بالمئة وقبلنا بوقف التخصيب بنسبة 20 بالمئة لفترة معينة، وبيّن أن بلاده لا تحتاج إلى التخصيب بنسبة 20 بالمئة لأنها تمتلك احتياطياً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة يكفيها لعدة أعوام، معتبراً أن قول الغربيين بأنهم وقفوا أمام تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 20 بالمئة لفترة 10 إلى 12 عاماً قادمة هو لإقناع شعوبهم بأنهم فعلوا شيئاً ما إلا أن الحقيقة هي أننا نمتلك احتياطياً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة بالقدر الكافي، واحتفظنا بالقدرة الكامنة على العودة أيضاً.
وكشف صالحي عن أن هناك الآن محطتين نوويتين جديدتين قيد الإنشاء كمحطة بوشهر، وقال: لقد تمكنا بعد الاتفاق النووي وعبر إرساء علاقات علمية مع أوروبا من الحصول على إمكانيات كبيرة في حين لم يكن هناك أي تعاون مع إيران قبل الاتفاق.
يأتي ذلك فيما انتقدت السفارة الإيرانية في لبنان الزيارات الاستفزازية والتحريضية التي قام بها مؤخراً عدد من المسؤولين الأميركيين إلى بعض دول المنطقة، مؤكدة أن تصريحات هؤلاء المسؤولين أظهرت أكثر من أي وقت مضى فشل سياسات الإدارة الأميركية وخيباتها المتكررة، وأشارت في بيان إلى أن سلسلة المواقف التي أطلقها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال زيارته إلى لبنان على مدى اليومين الماضيين تندرج في إطار التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات، موضحة أن الاستراتيجية الأميركية، وخصوصاً في ظل هذه الإدارة الخارجة عن القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، تسعى إلى تغيير مسار سياسات الدول بحسب مزاجها ومصالحها الإقليمية والعالمية ومصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت البيان إلى أن المبعوث الأميركي يتجاهل أن بلده كان الحاضن الأكبر والداعم الأساسي للحركات الإرهابية ومنها تنظيم (داعش) الذي أشعل المنطقة بنار الفتنة والقتل بدعم مالي ولوجستي إقليمي وأميركي ضمن مخطط استهداف محور المقاومة في المنطقة وتحقيق مآرب البيت الأبيض وكيان الاحتلال، معتبراً أن أميركا تبحث عما يعوض هزائمها تحت مسميات جديدة، وأضاف: إن لبنان أصبح اليوم بجيشه ومقاومته رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية، وبات حصيناً وعصياً على إملاءات الآخرين، مشدداً على أن إيران ستواصل دورها البنّاء في المساعدة على تكريس الاستقرار والأمن في لبنان وازدهار هذا البلد الشقيق ولن تدخر جهداً لأي تعاون مع الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والمقاومة.
بالتوازي، استدعت الخارجية الإيرانية السفير الهولندي في طهران جاك لوي فيرنر احتجاجاً على هجوم عدد من العناصر المعادية للثورة والانفصالية على سفارة الجمهورية الإسلامية في لاهاي، وأفادت الإدارة العامة للإعلام في وزارة الخارجية الإيرانية أن رئيس الدائرة الأولى لشؤون أوروبا في الخارجية الإيرانية استدعى السفير الهولندي، وأبلغه احتجاج إيران الرسمي على هجوم عدد من العناصر المعادية للثورة والانفصالية على سفارة الجمهورية الإسلامية في لاهاي، وأشار إلى وقوع هجمات مشابهة في السابق، وعدم القيام بالإجراءات الحازمة والوقائية من جانب الشرطة والسلطات القضائية الهولندية، مطالباً لاهاي باتخاذ إجراءات جادة في إطار التزاماتها تجاه اتفاقية فيينا لعام 1961 للحفاظ على أمن سفارة الجمهورية الإسلامية ودبلوماسييها في لاهاي، ومنع وقوع مثل هذه الهجمات.
من جانبه أعرب السفير الهولندي عن أسفه لوقوع الحادث، وقدّم تقريراً عن الإجراءات التي اتخذتها الشرطة، مشيراً إلى أنه سيطلع حكومته على الموضوع.