الأمانة المشتركة تضع أساساً للصفقة
ترجمة: علاء العطار
عن صحيفة “تشاينا ديلي” 10/1/2019
بعد تبادلهما وجهات نظر متعمّقة بشأن التجارة والقضايا الاقتصادية الأخرى، اختتم الوفدان الصيني والأمريكي نقاشهما يوم الأربعاء الفائت، مع اتفاق الطرفين على مواصلة الاتصال الوثيق بهدف حلّ خلافاتهما في النهاية.
وأدّت هذه المحادثات، التي مُدّدت ليوم الأربعاء بعد أن استمرت حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إلى تهدئة مخاوف السوق من عدم تمكن أكبر اقتصادين في العالم من إيجاد طريقة لإنهاء خلافاتهما التجارية، وارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية على خلفية تصاعد موجة التفاؤل التي تتوقع توصل الجانبين إلى اتفاق من شأنه أن يوقف تبادل الإجراءات العقابية.
وشهد اليوم الإضافي للمحادثات على تعقيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، ومن غير الواقعي توقّع حلٍّ سريعٍ أو مؤقت؛ فالأمر سيستغرق وقتاً لفرز العديد من القضايا الشائكة بينهما، وأتاحت مفاوضات هذا الأسبوع، التي اتّسم الوفدان فيها بالصراحة وحسن النيّة، فرصةً جيدة للجانبين لتعميق فهمهما المتبادل وسمحت لهما بتوسيع قاعدتهما المشتركة، وأثبت الطرفان أنهما يُدركان أن خسارتهما أكبر إن ظلّا على خلاف مع بعضهما.
كما يأمل باقي المجتمع الدولي أيضاً أن يتمكن الطرفان من حلّ نزاعهما لأن ذلك سيساعد في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي المتقلقل، الذي قد ينخفض من 3 في المائة العام الماضي إلى 2.9 في المائة هذا العام وفقاً لآخر توقعات البنك الدولي.
لكن لا بد للواقعية من أن تُخفّف من هذا التفاؤل، حيث جاء في البيان الذي صدر يوم الأربعاء بعد الاجتماع أن المحادثات لم تضع سوى أساس لحلّ المشكلات، ما يعني أن هناك خلافات كبيرة ما زالت قائمة بين الجانبين، لذا ستكون هناك حاجة لمزيد من المفاوضات لمواصلة التقدم الذي تمّ إحرازه في محادثات هذا الأسبوع.
ومع ذلك، فإن الإبكار في وضع نهاية للنزاع من شأنه أن يخدم مصالح الجانبين، وكذلك مصالح البلدان الأخرى، نظراً لتأثير أكبر اقتصادين في العالم على الاقتصاد العالمي، ومفتاح إيجاد حلٍّ يكمن في استعداد وأمانة كلا الجانبين للبحث عن حلّ عبر إجراء مشاورات بين الطرفين.
أثبتت التجربة على مدى الأشهر التسعة الماضية أنه من غير الواقعي أن تفرض الولايات المتحدة شروطها على الصين من طرف واحد مُلَوّحةً بعصا التعرفة الجمركية دون أن تتحمّل هي الأخرى أية تكلفة اقتصادية.
ولا ينبغي أن يتكرر مثل هذا التقدير الخاطئ لأنه لا يساعد في حلّ المشكلات، بل يزيد الحالة سوءاً، والعثور على وسيلة لتبادل المكافآت بدل العقوبات سيخدم مصالح البلدين طويلة الأمد على نحوٍ أفضل.