بعد الانتهاء من تصويره.. “غفوة القلوب” صراع الخير والشر
بعد تجاربه في مسرح الطفل كمخرج يخوض رشاد كوكش لأول مرة مجال الإخراج الدرامي من خلال مسلسل “غفوة القلوب” الذي انتهى مؤخراً من تصويره وهو من تأليف هديل إسماعيل في أول تجربة كتابية لها في مجال الدراما، والعمل يأتي ضمن مشروع خبز الحياة الذي أطلقته المؤسسة العامة للإنتاج التليفزيوني والإذاعي بإشراف زياد جريس الريس.
السهل الممتنع
ويشير كوكش إلى أن ما شجعه على إخراج “غفوة القلوب” النص الذي كتبته إسماعيل بحبكته المتينة وفكرته القائمة على الصراع بين الخير والشر وبين الواقع والحلم، والصراع بين الأجيال من خلال قصة شرطي وصراعه بين واجبه وإغراء المال الذي يمكن أن يقلب حياته رأسا على عقب وهو الذي يسكن في العشوائيات وينتمي لعائلة فقيرة، وصراعه مع ابنه الذي يرى في المبلغ المعروض على والده مقابل تسليم “cd” في حوزته والذي يكشف تفاصيل ارتكاب جريمة خلاصاً لعائلته من شبح الفقر، موضحاً كوكش أنه كمخرج لا هاجس لديه في استعراض عضلاته فهو حاول إنجاز عمل ينتمي للسهل الممتع وتقديم الأماكن بواقعيتها وصدقها عبر حركة كاميرا رشيقة وبسيطة، مؤكداً إعجابه بالحكاية والحوار والفكرة والرسالة التي يحاول العمل إيصالها للمشاهدين عبر العدد الكبير من مواقع التصوير التي ستعطي العمل والممثلين حيوية كبيرة، حيت المشاهد سينتقل عبر الصورة من مكان لآخر، مذكراً بالوقت نفسه بضرورة بناء مدينة سينمائية وتلفزيونية بالتعاون ما بين الوزارات المعنية والقطاع الخاص، ودونها ستبقى الدراما السورية عرجاء خاصة وأن التصوير في المؤسسات الحكومية برأيه يتطلب إجراءات روتينية تحول أحياناً دون السرعة في الانجاز، مبيناً أنه كمخرج أتاح المجال لأي اقتراح يقدمه الممثل في مكانه الصحيح وقد حذف كوكش مشهداً كاملاً بناء على اقتراح من الفنانة نظلي الرواس التي رأت أنه لا يخدم الشخصية التي تؤديها وذلك بعد حوار ونقاش طويل دار بينهما، مؤكداً أن نجاح أي عمل لا يتحقق إلا بجهود وتضافر جميع المشاركين في العمل الدرامي، موضحاً أنه ليس مع الأعمال الشامية التي تكاثرت في السنوات الأخيرة بكل أشكالها وطروحاتها ويأسف لأن الأعمال الدرامية السورية راوحت في مكانها مؤخراً لتشابهها معترفاً أنه أنجز غفوة القلوب” ضمن مشروع خبز الحياة لأنه مشروع يعيد للدراما السورية الاعتبار ويقربها من الناس، وهو مشروع طموح برأيه من المهم دعمه ومساندته لدفع الدراما السورية خطوات نحو الأمام.
وكمشارك في “غفوة القلوب” يبين الفنان حسام تحسين بيك أنه يجسد في العمل شخصية عبد المجيد بيك وهو شخص مستقيم في حياته ولا يحب الغلط يتعرض لمفارقات ومفاجآت كثيرة تغير مجرى حياته ويضطر إلى ترك زوجته، مؤكداً أنه شارك في “غفوة القلوب” بعد أن اعتذر عن عدة أعمال تشجيعاً لمشروع خبز الحياة الذي يضم إنتاج العديد من الأعمال التي أتاحت فرصة العمل لعدد كبير من الفنانين، لذلك ما إن عرض عليه المشرف على المشروع زياد جريس الريس حتى وافق ليساهم مع غيره من الفنانين في تنفيذه طالما أنه يخدم شريحة كبيرة من العاملين في الدراما السورية.
أما الفنانة نظلي الرواس فبينت أنها تؤدي شخصية شريرة كالمعتاد وهي التي تلعب بالآخرين وكأنهم حجر شطرنج تدافع عن عائلتها بأساليب غير صحيحة، معترفة الرواس أن المخرجين أطروها بأدوار الشر التي نجحت فيها وهي كممثلة وفي ظل هذا الواقع تحاول أن تقدم كل شخصية بشكل مختلف عن الأخرى، وأن تشابه هذه الشخصيات من ناحية الشر يشكل حافزاً لها لتقديم كل دور بشكل مختلف، مبينة أنها قرأت العديد من النصوص للمشاركة فيها إلا أن مواعيد التصوير تضاربت لتكتفي هذا الموسم الدرامي بالمشاركة في “غفوة القلوب”.
فيما بينت الفنانة الشابة جيانا عنيد أنها تؤدي في العمل شخصية “ألمى” وهي فتاة جامعية مثقفة وواعية وذات شخصية قوية لم يمنعها العيش في أسرة فقيرة من خوض الكثير من التجارب في حياتها وتكون محرك العائلة، وعندما تقع في مشكلة لا تتأثر بالعادات والتقاليد ولا بما يمكن أن تسببه “السوشال ميديا” حيال ذلك، حيث أنها واثقة من نفسها وتفكر بمنطق وذلك عندما تجد نفسها في مواجهة أهلها بسبب خيار صعب في حياتها.
يشارك في “غفوة القلوب” عدد كبير من الفنانين منهم: أحمد الأحمد، مرح جبر، سوسن ميخائيل، محمد خاوندي، مأمون الفرخ، دانة جبر، مصفى سعد الدين، ريم زينو، سهير صالح وأنس طيارة.
أمينة عباس