بانتظار القرار.. فشل المنتخب يجبرنا على البحث في الأسباب
لم يكن لخروج منتخبنا الوطني من نهائيات كأس آسيا الوقع السيىء على اتحاد ولاعبي ومحبي الكرة السورية فحسب، فهم اعتادوا تجرع مثل هذه الهزائم، بل تعدّاه ليجهض آمال ملايين رأت في تأهل منتخبنا حلماً ينسيهم واقع الحال، ويسمو بهم إلى عالم هم أبطاله.
والواقع أننا لم نكد ندخل عالم الأحلام مع صافرة البداية لمباراة منتخبنا مع نظيره الفلسطيني حتى اكتشفنا أننا ضمن فيلم هندي أبطاله اتحاد كرة القدم، ولاعبو منتخبنا، والمظلومون هم جمهورنا، وكأي فيلم هندي يخرج البطل منتصراً، وهو حال اتحادنا- صم بكم عمي حتى الآن- والشرير قد ندم على أخطائه كندم نجومنا بعد الإقصاء، أما الجمهور المظلوم فعزاؤه في غير مكان.
وهنا يطرح العديد من التساؤلات: ألا يستحق من وقف بكل ثانية متأهباً مراقباً مشجعاً، سواء من وراء التلفاز، أو على أرض الملعب، ردّة فعل تعيد له ثقته بهذا الجيل المتألق- مع أنديته على الأقل- أم أن إقالة المدرب الأجنبي تكفي وتزيد؟!.. وبالحديث عن المدرب الألماني بيرند شتانغه، وبغض النظر عن الانقسام الذي أحدثته إقالته في الأوساط الكروية السورية، يرى البعض أن المسؤولية كاملة تقع على كاهله، فيما يرى آخرون أنه كان بيدقاً آخر ضُحي به لامتصاص غضب الشارع، ولابد لنا من إنصافه بالقول: إن وضع بلدنا وتوقيت البطولة يحتمان على لاعبينا بذل مجهود “وجداني” أكثر بكثير من الذي ظهر حتى في آخر لقاء لنا في البطولة أمام استراليا.
لا نريد الدخول في تفاصيل وكواليس ما تسرب عن أجواء المنتخب، ولكن كيف سنستطيع تشجيع نجومنا بعد الآن ونحن نراهم يتألقون مع أنديتهم، ويصنعون الفارق، وعند استدعائهم نجدهم متثاقلين يلعبون الكرة دون شغف، بعضهم اعتذر، وكثيرون برّروا، وقلّة لم يكترثوا؟!.
ولو أردنا الحديث بإيجابية ولُذنا بالفرضيات، واعتبرنا أن هناك من أخذ على عاتقه تصحيح المسار في البطولة، والحفاظ على الرمق الأخير، وهو التعادل مع استراليا، لما أسعفنا كل ذلك بالنظر إلى النتائج في باقي المجموعات، فلا مهرب من الواقع، ومن المعيب إلقاء اللوم على المدرب تارة، وعلى اللاعبين تارة أخرى، فلمرة واحدة ليخرج من يتحمّل المسؤولية قولاً وفعلاً.
ولو تطرقنا للغة الأرقام لطمأنا كل من أراد أن ندخل التاريخ بالتأهل الأول للدور الثاني أننا بالفعل دخلنا التاريخ بأرقام نأمل أن يصعب تحطيمها في المشاركات اللاحقة، فلأول مرة نودع البطولة الآسيوية دون أي انتصار، ولأول مرة نخرج بنقطة وحيدة، ولأول مرة يقال مدربنا في البطولة، ولأول مرة نتذيّل مجموعتنا.
كل هذا الكلام لا يشي إلا بالقليل القليل مما يجول في النفوس، لذا يبقى لنا تساؤل أخير: هل سنصل فعلاً ولو متأخرين، أم أننا لن نصل أبداً لنجاح كروي كبير؟!.
سامر الخيّر