دير الزور: لإعادة تشييد الجسور المدمرة من قبل “التحالف” إحباط محاولة تسلل إرهابية من التنف
قضت الجهات المختصة على مجموعة إرهابية حاولت التسلل من منطقة التنف بواسطة سيارة في بادية الهلبة باتجاه المناطق الآمنة جنوب تدمر بريف حمص الشرقي، فيما ردّت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في ريف حماة الشمالي بالأسلحة المناسبة على اعتداءات مجموعات إرهابية على النقاط العسكرية التي تحمي المدنيين في القرى والبلدات الآمنة.
يأتي ذلك فيما طالب شيوخ ووجهاء العشائر في دير الزور بإعادة تشييد الجسور المدمّرة، التي تربط بين ضفتي نهر الفرات، وذلك خلال ملتقى العشائر الذي عقد في بلدة مراط شمال مدينة دير الزور، في وقت أكد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أن القوات الأميركية موجودة في سورية بشكل غير شرعي، وروسيا تراقب باهتمام بالغ تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سحبها من هناك.
وفي التفاصيل، ونتيجة المتابعة الدقيقة والمستمرة للمجموعات الإرهابية المدعومة أمريكياً في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية، ورصد محاور تحرّكها ونصب الكمائن اللازمة وحقول الألغام، قضت الجهات المختصة على مجموعة إرهابية حاولت التسلل من منطقة التنف بواسطة سيارة في بادية الهلبة “جنوب تدمر بـ 70 كم”. ولدى بحث الجهات المختصة حول السيارة المدمّرة تمّ العثور على رشاشات وقذائف “ار بي جي” وبندقية آلية وجثتي إرهابيين، عرف منهما الإرهابي العراقي “الياس يونس حمود الهلال”، وكان يرتدي حزاماً ناسفاً.
وفي ريف تدّمر الشرقي تصدّت الجهات المختصة، وبكمين محكم، لمجموعة إرهابية أخرى حاولت التسلل على دراجات نارية في منطقة التليلة “20 كم شرق تدمر”، ما أسفر عن إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين ومصادرة دراجاتهم.
وتقدّم القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة التنف الدعم التسليحي واللوجستي لما تبقى من فلول إرهابيي تنظيم “داعش”، حيث تحوّلت تلك المنطقة في الأشهر الأخيرة إلى نقطة انطلاق لإرهابيي التنظيم التكفيري لشن هجمات على عدد من المواقع والنقاط العسكرية في البادية السورية.
في سياق متصل، وجّهت وحدات الجيش ضربات صاروخية مكثّفة على مواقع إرهابيي “كتائب العزة” وتحرّكاتهم في كفر زيتا، رداً على خروقاتهم لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح، وإطلاقهم نيران القنص نحو نقاط الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي، وأسفرت الضربات عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير مواقع محصنة كانوا يتخذونها منطلقاً لاعتداءاتهم على النقاط العسكرية.
كما أحبطت وحدات الجيش محاولة تسلل مجموعات إرهابية باتجاه أطراف بلدة معركبة بريف حماة الشمالي وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.
ويعد ما يسمى تنظيم “كتائب العزة” أحد أكبر المجموعات الإرهابية المنضوية فيما يسمى تنظيم “هيئة تحرير الشام”، الذي تتزعمه “جبهة النصرة”، وأغلب إرهابييه من المرتزقة الأجانب، تسللوا عبر الأراضي التركية بعد أن تلقوا التدريبات داخل معسكرات في تركيا.
يأتي ذلك فيما طالب شيوخ ووجهاء العشائر في دير الزور بإعادة تشييد الجسور المدمّرة التي تربط بين ضفتي نهر الفرات، وذلك خلال ملتقى العشائر الذي عقد في بلدة مراط شمال مدينة دير الزور.
المجتمعون في الملتقي، الذي ضم عدداً كبيراً من شيوخ ووجهاء العشائر وحشداً من أهالي القرى والبلدات على ضفتي نهر الفرات، أكدوا أهمية الإسراع بتشييد الجسور لكونها تشكل شريان الحياة بين منطقتي الجزيرة والشامية، وذلك لتسهيل حركة الطلاب والموظفين وتسويق مواشيهم ومحاصيلهم الزراعية.
ودمّرت طائرات “التحالف الدولي”، الذي تقوده واشنطن وشكّلته خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي منذ آب عام 2014، معظم الجسور على ضفتي الفرات والخابور والبنى التحتية والمنشآت والعبارات التي تربط المناطق، ومنها جسور الميادين والعشارة والصالحية في البوكمال والبصيرة والطريف والنوام والسياسية والصور وجسر بلدة مركدة جنوب الحسكة، ناهيك عن دعم التنظيم التكفيري وتأمين ملاذ آمن لمجموعاته في مناطق تنتشر فيها قوات أمريكية بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
الشيخ فواز البشير شيخ عشيرة البكارة أكد أن “هذا الملتقى جاء ليعبّر عن وحدة التراب السوري ووحدة انتماء أبناء سورية لوطنهم، ولمناشدة الحكومة إعادة بناء الجسور التي تمّ تدميرها، فهي تمثل شريان الحياة الاقتصادي والاجتماعي، الذي يتيح للأهالي نقل بضائعهم ومحاصيلهم ومواشيهم بين ضفتي النهر، ويسهّل عبور الموظفين والطلاب والمرضى”، فيما أشار عضو مجلس محافظة دير الزور الشيخ فواز الوكاع، شيخ عشيرة البوخابور، إلى أن “تدمير الطرق والجسور لم يكن يوماً حائلاً في وجه أبناء سورية، الذين عبّروا على الدوام عن انتمائهم لوطنهم وأرضهم.. ومطالبتنا اليوم بإعادة تشييد الجسور تأتي في إطار السعي لتحسين الواقع الحياتي لأهالي القرى والبلدات على الضفة الشرقية من النهر ولا سيما إيصال المساعدات وتسويق بضائعهم ومحاصيلهم وإعمار منازلهم”.
وفي السياق ذاته، أقيم في مدينة دير الزور عند جسر السياسية المدمّر وبلدة الجلاء في منطقة البوكمال تجمعان شعبيان للمطالبة بإصلاح الجسور وتشييد المدمر منها نتيجة الاعتداءات الإرهابية.
الأهالي والفعاليات الاجتماعية ووجهاء العشائر المشاركون في التجمعين رفعوا أعلام الوطن وصور السيد الرئيس بشار الأسد، وردّدوا هتافات تمجد بطولات الجيش العربي السوري، وتؤكّد على اللحمة الوطنية، التي كان لها الأثر الكبير في صمود السوريين بوجه التنظيمات الإرهابية وظلامية فكرها وإجرامها.
وأكد الشيخ حكمت المشهداني شيخ عشيرة المشاهدة أن إعادة بناء الجسور أصبحت ضرورة ملحة في المحافظة، التي خلصها أبطال الجيش العربي السوري من الإرهاب، حتى يستطيع الأهالي التواصل فيما بينهم وتسويق منتجاتهم، لافتاً إلى أن أبناء الفرات لم يتوقفوا يوما عن مد جسور المحبة والمودة فيما بينهم، وأن أبناء دير الزور بكل أطيافهم يشكلون نسيجاً وطنياً متيناً لا يمكن أن يفرقّهم تهديم الجسور أو قطع الطرقات، فيما لفت رئيس اتحاد فلاحي دير الزور خزان السهو إلى أن معظم سكان محافظة دير الزور يعتمدون على العمل الزراعي في تأمين موردهم الاقتصادي والمعيشي، وأن إعادة بناء الجسور التي تهدمت خلال فترة الحرب على سورية تتيح للفلاحين تعزيز عملهم وإعادة عجلة الإنتاج الزراعي إلى الدوران.
سياسياً، أكد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أن القوات الاميركية موجودة في سورية بشكل غير شرعي، وروسيا تراقب باهتمام بالغ تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سحبها من هناك، وقال: “إننا نراقب بانتباه شديد عملية الانسحاب وبأي سرعة سيتمّ تنفيذها، علماً أنه قرار صحيح تماماً لأن القوات الأميركية تتواجد في سورية بصورة تنتهك شرعية وقواعد القانون الدولي”.
وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون أهمية الحل السياسي للأزمة في سورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يؤكّد سيادة سورية وسلامتها الإقليمية ويدعو لحل سياسي بملكية وقيادة سورية تيسره الأمم المتحدة، وقال: إن لقاءه مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم كان بنّاءً، ويؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة في سورية، مشيراً إلى أنه اتفق معه على زيارة دمشق بانتظام لمناقشة “نقاط التلاقي والخلاف بين الطرفين”، ولفت إلى أنه لا يزال هناك الكثير من النقاش حول جميع جوانب “العملية السياسية في جنيف”.
وكان الوزير المعلم استقبل بيدرسون والوفد المرافق الاثنين، وجرى خلال اللقاء بحث الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية، ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية.
وفي صوفيا، أعرب البطريرك نيوفيث بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية عن أمله بعودة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع سورية بعد تمكنها من القضاء على أغلبية التنظيمات الإرهابية.
ونوه البطريرك نيوفيث، خلال لقائه القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة سورية في صوفيا محمد محمد، بأهمية المكانة التي تحتلها سورية في الشرق وبغناها الروحي الذي يضاهي غناها المادي.
وتناول اللقاء بين البطريرك نيوفيث ومحمد الوضع في سورية والمعركة التي تخوضها ضد الإرهاب.
من جهته أكد محمد، في كلمة هنأ فيها البطريرك نيوفيث بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة الأورثوذكسية البلغارية من خلال تضافر جهودها مع الكنائس الأخرى في الدعوة لرفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها بعض دول الغرب على الشعب السوري خارج إطار الشرعية الدولية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الزيارة التقليدية التي نظمها سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدة لدى بلغاريا.
وفي بيروت، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد أن سورية انتصرت في حربها على الإرهاب وتمكّنت من إفشال المؤامرة الدولية التي استهدفتها تحت ما سمي زيفاً “الربيع العربي”، وقال، خلال لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، “إن سورية تعرّضت لمخطط أميركي صهيوني هدفه نشر الانقسام في عموم الدول العربية وخصوصاً في سورية والعراق ومصر وحتى لبنان وفلسطين وغيرها”، مشدّداً على ضرورة تعزيز الوضع العربي لقطع الطريق على محاولات تفتيت الأمة والتصدي معاً للمخطط الصهيوني الأميركي.