البقسمة.. بوظة الشتاء وفاكهة الثلج
اعتاد أهالي السويداء على تناول”البقسمة” خاصة بعد لعبهم بالثلج والاستمتاع بمناظره التي تعطي للطبيعة رونقا خاصا، حيث يجتمعون لتحضير وتذوق ما يعرف بين العامية بـ (البقسمة)، والتلذذ بطعمها المميز المعروف باسم بوظة الشتاء الخاصة بموسم الثلج. حيث يتم إحضار كمية من الثلج النظيف، تدق بواسطة الملعقة، من أجل طحن ذرات الثلج ويضاف إليها القليل من دبس العنب الحلو ويخلط مع بعضه بشكل جيد، بعدها تسكب في زبادي صغيرة الحجم، وتقدم إلى الضيوف كنوع من البوظة أو المحلى، والبعض يفضل أكلها من إناء واسع على شكل مجموعات.
ومن العرف الدراج أنه يجب انتظار نزول ثلاث ثلجات متتالية حتى يتم تحضير “البقسمة” وهو عرف متوارث عن الأجداد، عدم أكل أو تذوق الثلج في أول هطول له، حيث كانوا يقولون “أول ثلجة سم، والثانية دم، والثالثة كول ولا تهتم.
ويستذكر الشيخ أبو صقر وهو رجل ثمانيني من سكان قرية مفعلة الأيام الماضية حيث كانوا يتبادلون الدعوات لتناول البقسمة بين الأهل والجيران والأقارب إذ كان تحضيرها بمثابة احتفال لجميع أفراد العائلة، فعند تساقط الثلج، ترى جميع أفراد العائلة يجتمعون، لجمع الثلج، ومشاهدة كيفية عمل “البقسمة”، وبعدها يتم تناوله بجانب المدفأة بشهية. ولها فوائد غذائية ودوائية متعددة، حيث تمد الجسم بالطاقة والحيوية كونها تحتوي على “دبس العنب الحلو”، والذي يحتوي على سعرات حرارية عالية، تدفىء الجسم رغم البرد الشديد، وخاصة في المناطق الجبلية وهي لا تحضر إلا بالثلج الطبيعي بمعنى أنه لا يمكن تحضيرها من الثلج الاصطناعي ولا تؤكل إلا في فصل الشتاء وأيام الثلج.
رفعت الديك