الجيش يدمّر تحصينات التنظيمات التكفيرية في محيط إدلب
ردت وحدات الجيش العاملة شمال حماة أمس على خرق المجموعات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب من عدة محاور وكبدتها خسائر بالأفراد ودمرت لها تحصينات هندسية.
وفيما شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة المضي قدماً لحل الأزمة في سورية وفق القرار الأممي 2254 وخلق الظروف المواتية لإعادة المهجرين إلى بلادهم، أكدت الخارجية الإيرانية على فشل المخططات الأمريكية في سورية، مشيرة إلى أن الوجود الأمريكي فيها كان لدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وفي التفاصيل، نفذت وحدات الجيش المرابضة على أطراف بلدة عطشان نحو 45 كم شمال مدينة حماة صليات صاروخية على مواقع ونقاط تحصين مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة في محيط بلدة سكيك بريف إدلب الجنوبي وأوقعت في صفوفها إصابات مباشرة وذلك رداً على محاولة تسلل إرهابييها باتجاه المناطق الآمنة ونقاط الجيش التي تحميها .
وعلى المحور الشمالي ذاته أحبطت وحدة من الجيش محاولة تسلل مجموعة إرهابية من “كتائب العزة” تحركت من محور قرية معركبة باتجاه نقاط الجيش في المنطقة للاعتداء عليها وتعاملت معها بالأسلحة المناسبة وردتها على أعقابها.
وإلى الشرق من بلدة اللطامنة نفذت وحدة من الجيش رمايات بالأسلحة المناسبة على مواقع إرهابيي “كتائب العزة” في وادي الدورات ودمرت لهم تحصينات هندسية من خنادق ومتاريس وغيرها وذلك رداً على خرقهم من جديد اتفاق منطقة خفض التصعيد.
من جهة ثانية، أصيب جنديان أمريكيان بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف رتلاً للقوات الأمريكية جنوب مدينة الحسكة. وتحدث مراسل سانا عن أنباء تؤكد مقتل 4 من “الوحدات الكردية المسلحة” وجرح جنديين أمريكيين في منطقة الـ47 بريف الحسكة الجنوبي بالتزامن مع مرور رتل للقوات الأمريكية.
وقُتل 4 جنود أمريكيين وعدد من أفراد “الوحدات الكردية المسلحة” في الـ 16 من الشهر الجاري نتيجة تفجير انتحاري نفسه في مطعم قصر الأمراء في مدينة منبج بريف حلب الشرقي.
وتتواجد قوات أمريكية في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية بشكل غير شرعي بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير والوقائع وجود علاقة وثيقة بين واشنطن والتنظيم التكفيري حيث تزوده بمختلف أنواع الدعم اللوجستي والتسليحي بينما يقوم التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن من خارج مجلس الأمن في آب 2014 بارتكاب المجازر بحق السوريين.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فى مستهل لقائه أمس مع المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون: نقيم تعاوننا وكذلك تعاون بلدان صيغة أستانا مع الأمم المتحدة فيما يتعلق بالمضي قدماً بالعملية السياسية في سورية طبقاً للقرار 2254 ونأمل أن يستمر الحوار مع المبعوث الجديد بنفس النهج.
بدوره أشار بيدرسون إلى ضرورة العمل المشترك بين روسيا والأمم المتحدة على أساس القرار الأممي 2254 من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية لحل الأزمة في سورية وضمان عودة المهجرين السوريين إلى بلادهم.
وكان بيدرسون أكد خلال زيارته دمشق فى الـ 15 من الشهر الجاري أنه سيبذل قصارى جهده للتوصل إلى حل سياسي بما يراعي المبادئ المنصوص عليها فى ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية، مشدداً على التزام الأمم المتحدة بسيادة سورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً.
وفي سياق متصل قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال لقائه بيدرسون: نأمل في الانتقال إلى تسوية سياسية نشطة متمثلة بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وصياغته وآليات الموافقة عليه، مشيراً إلى أن كل هذا يجب أن يكون في إطار القرار 2254 الذي يشمل تسوية الوضع في سورية. وعبر شويغو عن أمله في تنفيذ المهمات المطروحة أمام بيدرسون والتي لا يمكن اعتبارها مهمات سهلة معتبراً أن كل الإمكانيات متوافرة لتخطي العقبات التي تعترض التقدم في حل الأزمة والتي من وجهة نظرنا لا تعتبر كبيرة جداً.
وفي طهران، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه: إن الأمريكيين لم يقدموا أي مساعدة لإحلال الاستقرار في سورية وجاؤوا إليها لإنقاذ الإرهابيين كي يستخدمونهم في مشاريعهم المستقبلية، ولفت إلى أن إيران قدمت أقصى ما يمكنها من مساعدات لسورية خلال الأزمة وتعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
من جانبه أكد أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أهمية التعاون بين سورية وإيران للقضاء على الإرهاب مشيراً إلى الانتصارات الكبيرة التي حققتها سورية في هذا السياق ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، وأوضح أن السياسة الإيرانية الخارجية تقوم على مبدأ حسن الجوار والعلاقات الطيبة معها وقال: إن الحوار مع الدول المجاورة هو الخيار الأفضل لتجاوز الأزمات الأمنية الموجودة.
وفي بيروت أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن لبنان مطالب اليوم بالإسراع في تطبيع العلاقات الرسمية وتوسيع التعاون والتنسيق مع سورية من أجل مصلحة البلدين الشقيقين ومعالجة ملف المهجرين السوريين في لبنان وإعادتهم إلى وطنهم، وقال: إن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي وهذا يتطلب تعزيز قوة ودور المقاومة كعامل ردع في مواجهة العدو.