مجاملات تشكيلية.. أفقدت المعنى
ظهرت على المشهد التشكيلي السوري حيوية واضحة قبل نهاية العام الماضي غير معهودة من قبل وقد تجلت بأنشطة متعددة, منها المعارض والندوات والتكريمات” بالجـمـلة والتي أثارت تساؤلات بعض الفنانين والمهتمين، وبعض الأسئلة دارت حول الأسماء المكرمة وحول الرقم والمبلغ والمكافأة التي صرفت للمكرّم؟، ولماذا هذا وليس الآخر؟ وهل تنتهي الأمور بتقديم شهادة أو درع تذكاري؟ ومن اللجنة التي ترسم قائمة التكريم في وزارة الثقافة؟ بالطبع كل الأسئلة قد تكون مشروعة إذا كانت الغاية البحث عن القيمة وتعزيزها.
واعترافا، لابد من تثمين هذه الخطوات وخاصة تلك التي تقوم بها وزارة الثقافة وترعاها, لكن بعض مناسبات التكريم قامت من خلال مبادرات نظمها البعض بمبادرة منه وقد اتسمت بالارتجالية والاستسهال والتكرار، ولا نغفل النوايا الترويجية لبعض الناشطين في المجال الاجتماعي الافتراضي وقنوات التواصل بعيدا عن مشاغل اللوحة الحقيقية مستبدلين همومها بعدد “اللايكات” والصور التذكارية!؟.
هؤلاء المروجون قد أساؤوا لمعاني التكريم الحقيقية من خلال تجاوزهم المؤسسات وإنكارهم لدورها، حتى أن البعض منهم لا يتورع عن التهكم والقدح لها والانتقاص من بعض القامات الفنية المشهود لها مقابل الزج ببعض الفاشلين في هذه الجوقة الدعائية وتقديمهم كفنانين فاعلين ومؤثرين، مع التوضيح أن هؤلاء قد رفض اتحاد الفنانين التشكيليين منحهم العضوية لتواضع تجاربهم، فكيف بهم يكرمون تلك القامات، مما يعني أن هذه الجوقات تستخدم لترويج تلك الحالات و”تكريمها” على حساب القامات الحقيقية التي تقام تلك المناسبة على سمعة وتاريخ منتجهم، وبالطبع لا يعني حشد أكبر عدد من اللوحات في المعرض التكريمي أنه دليل على حسن الإدارة ونجاح التظاهرة، وتلك الشهادة المذيلة بالختم والتوقيع ربما فقدت قيمتها من خلال تكرارها في مثل هذه المناسبات.
ما نرجوه أن تقوم المؤسسات المعنية بفتح قنوات تواصل حقيقية فيما بينها وتتشارك في مثل هذه المناسبات، فمثلا تكريم فنان قضى حياته في سلك التعليم والتدريس، من الجدارة أن تشارك وزارة التعليم العالي أو وزارة التربية أو نقابة المعلمين مع اتحاد الفنانين التشكيليين ووزارة الثقافة, كما تقتضي التقاليد أن يتوفر الجانب المادي المحفز لروحية التكريم وتجاوز ذهنية الشهادة الكرتونية المذيلة بالتواقيع المتكلفة.
أكسم طلاع