أخبارصحيفة البعث

بوتين: أخطاء الغرب الاقتصادية وعقوباته سبب التضخّم العالمي وزيادة الفقر ونقص الغذاء

البعث – وكالات:

تستمرّ الدول الغربية، وفقاً لثقافة القطيع، باجتراح العقوبات الاقتصادية على روسيا، وذلك مع علمها المسبّق أن هذه العقوبات ستنعكس سلباً على اقتصاداتها، وحتى على اقتصاد العالم الكلي، فرغم كل التحذيرات التي أطلقها خبراء اقتصاد غربيون من أن هذه العقوبات ستأتي بنتائج عكسية على اقتصادات الدول الغربية، إلا أن ساسة هذه الدول لا يزالون يصرّون على إطلاق نار التضخم والأسعار على بلدانهم غير آبهين بما يمكن أن تجرّه هذه السياسات العقيمة من كوارث اقتصادية على بلدانهم وسائر الاقتصاد العالمي.

وفي هذا السياق، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن الأخطاء الطويلة الأمد التي ارتكبتها الدول الغربية في السياسة الاقتصادية والعقوبات أدّت إلى حدوث تضخم عالمي وزيادة الفقر ونقص الغذاء.

وجاء ذلك في رسالة موجّهة من الرئيس الروسي للمشاركين في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الخامس والعشرين، وتم نشرها على موقع الكرملين اليوم الاثنين.

وجاء في الرسالة: “ينعقد منتدى (بطرسبورغ الاقتصادي الدولي) في وقت صعب بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره. لقد أدّت سنوات عديدة من الأخطاء التي ارتكبتها الدول الغربية في السياسة الاقتصادية والعقوبات غير المشروعة إلى موجة من التضخم العالمي وتدمير الخدمات اللوجستية المعتادة وسلاسل الإنتاج، وإلى زيادة حادة في الفقر ونقص الغذاء، ولكن كما يحدث دائماً جنباً إلى جنب مع التحديات تنفتح الآفاق، وهذا هو السبب في أن شعار المنتدى (عالم جديد – فرص جديدة)”.

وأشار بوتين إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.

ولفت بوتين إلى أن عشرينيات الألفية الجديدة بالنسبة لروسيا ستكون فترة تعزيز السيادة الاقتصادية، بينما سيحافظ اقتصاد البلاد على مساره حول التعاون الدولي.

كذلك أشار بوتين إلى أن منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي سيواصل تقديم مساهمة كبيرة في حل المهام ذات الأولوية. وأكد أن من المصلحة المشتركة تنشيط التجارة والاستثمار وتشجيع التطوير المشترك للتقنيات وتقوية أسواق المال وزيادة حصة التسويات التجارية بالعملات الوطنية.

إلى ذلك، وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، هدف الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا بأنه إشعال “نيران الثورة العالمية في الاقتصاد”.

جاء ذلك في منشور له كتبه على قناته بتطبيق “تليغرام”، حيث قال: إن الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا ستؤدّي إلى وضع ثوري في العالم. وتابع: “لقد اعتمدت المفوضية الأوروبية الحزمة السادسة من العقوبات من أجل تمزيق الاقتصاد الروسي إلى أشلاء. إلا أن الهدف فيما يبدو ليس روسيا، وإنما إشعال نيران الثورة العالمية في الاقتصاد، فقط نسي البعض أن الثورة تأكل أبناءها”.

وفي حديثه عن التطبيق التدريجي للحظر النفطي، صرّح مدفيديف بأن أوروبا لا يمكنها التخلي عن المواد الخام الروسية على الفور، لأن “مواطنيها وشركاءها هم من يمكن أن يصيبهم الضرر الأعظم”. فالأوروبيون يحتاجون إلى إيجاد مصادر بديلة لإمدادات النفط بالجودة نفسها في غضون بضعة أشهر.

وقال مدفيديف: “إنهم يعلمون أنه لا يزال يتعيّن عليهم العثور على مخططات للمواد الخام، وللحصول على موادنا الخام، يجب أن يبحثوا عن طريقة لدفع ثمنها وتجاوز عقوباتهم الحمقاء. وهذا على الرغم من حقيقة أن سائقي الشاحنات قد بدؤوا بالفعل إضراباً في إيطاليا، ومنعت بولندا وهنغاريا دخول السيارات الأجنبية، ورفضت السلطات البولندية الوغدة توفير المواد الخام لأوكرانيا على الإطلاق، والآن تعتزم فقط بيعها هذه المواد الخام”.

وفيما يتعلق بالحظر المفروض على تأمين ناقلات النفط الروسي، أشار مدفيديف إلى إمكانية حل هذه المشكلات بسهولة من خلال توفير ضمانات حكومية في إطار الاتفاقيات بين الدول مع دول ثالثة.

وكان الاتحاد الأوروبي قد نشر، نهاية الأسبوع الماضي، في الجريدة الرسمية الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، التي تتضمّن من بين أمور أخرى تطبيقاً تدريجياً لحظر واردات النفط الروسية، حيث سيؤثر الحظر فقط في عمليات التسليم عن طريق البحر، ولا يخضع له النفط الذي يمرّ عبر خط أنابيب “دروجبا”، كذلك نصّت العقوبات على فصل ثلاثة بنوك كبرى عن نظام سويفت وهي بنوك: سبير بنك، وروس سيل خوز بنك، وموسكو كريديت بنك.

وفي سياق متصل بأثر العقوبات الغربية على موسكو، أعرب الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، عن استيائه من العراقيل التي وقفت في طريق زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى صربيا.

وكان السفير الروسي لدى صربيا، ألكسندر بوتان خارتشينكو، قد أبلغ الرئيس بتأجيل زيارة الوزير الروسي، التي كان من المزمع إجراؤها اليوم الاثنين، لأن قرارات من وزراء خارجية بلغاريا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود بحظر الطائرة الحكومية التي تقل الوزير الروسي، وقفت أمام زيارته.

وأكد الرئيس الصربي بهذا الصدد أن صربيا، على الرغم من كل شيء، ستدافع عن استقلالها وحرية قراراتها السياسية، وستواصل المسار الأوروبي مع الحفاظ على التقاليد الودية والصداقة وعلاقات الشراكة مع الدول في جميع القارات، وستواصل الحفاظ على “الحياد العسكري”.

ويتوقع الطرفان أيضاً عقد لقاء بين وزير خارجية صربيا، نيكولا سيلاكوفيتش، ووزير الخارجية الروسي في القريب العاجل. كذلك صرّحت رئيسة الوزراء الصربية، آنا برنابيتش، يوم أمس الأحد، بأن الرئيس فوتشيتش مضطرّ للتعامل شخصياً مع الأمور اللوجستية لزيارة وزير الخارجية الروسي، كما أشارت إلى أن موقف بلغراد الرسمية يزداد تعقيداً حيث إن زيارة المستشار الألماني، أولاف شولتس متوقعة في 10 حزيران، وأن هذه اللحظة في السياسة الخارجية هي اللحظة التي لا يريد فيها أحد التحدّث إلى أحد، ناهيك عن الاستماع.

وكانت المجلة الصربية “فيتشيرنيي نوفوستي” قد نشرت اليوم، الاثنين صوراً لقرارات وزارات الخارجية التي منعت الطائرة الحكومية الروسية من التحليق فوق أراضيها.

من جانبه ردّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنه يأسف لحال تلك البلدان التي تغنّي مثلما تؤمر بالغناء في جوقة الغرب. ووصف الوضع حول زيارته لصربيا بأنه شائن ولا يمكن تصوّره. وتابع: إذا كانت الدول الغربية ترى أن زيارتنا لصربيا تشكّل تهديداً عالمياً، فهذا يعني أن الأمور لديهم لا تسير على ما يرام البتة. وأضاف: إن روسيا لا تعتزم الردّ على تلك الإجراءات بشأن الزيارة التي لم تتم.

وغير بعيد عن ذلك، فرضت لاتفيا حظراً على بث جميع القنوات التلفزيونية الروسية، وسيدخل قرار حجب حوالي 80 قناة تلفزيونية روسية حيز التنفيذ بدءأ من 9 حزيران.

وصرّح المجلس الوطني للإعلام الإلكتروني، حسبما نقلت وكالة LETA، بأن القرار تم اتخاذه على أساس قاعدة قانونية تنص على أن وسائل الإعلام التي “تهدّد سلامة أراضي دولة أخرى واستقلالها” لا يجوز لها العمل في لاتفيا.

وأضاف المجلس: إن الحظر سيبقى ساري المفعول حتى انتهاء العملية العسكرية الخاصة، التي تنفذها روسيا في أوكرانيا.

وكانت لاتفيا بين الدول التي فرضت حظراً على عدد من القنوات الناطقة باللغة الروسية في الأيام الأولى بعد انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا.