بعد 20 عاماً..اليورو عملة كبرى ولكنه «عملاق مكبل»
نجح اليورو خلال 20 عاماً منذ بدء التداول به، في فرض نفسه عملة قوية في الأسواق والمحفظات، ونجا من أزمات كبرى، غير أنه سيبقى عملاقاً مكبلاً ما لم يستند إلى تضامن أوروبي متزايد. وفي استطلاع للمصرف المركزي الأوروبي في تشرين الثاني الماضي، قال 74% من المواطنين الأوروبيين إنّ اليورو أفاد الاتحاد الاوروبي، فيما رأى 64% منهم أنّه أفاد بلادهم. وقال الباحث في مركز بروغيل للأبحاث في بروكسيل ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن نيكولاس فيرون، إن «اليورو بات راسخاً لدى السكان حتى الأحزاب المناهضة للمؤسسات أقرت بذلك». وبات اليورو ثاني أهم عملة في العالم، إلا أنه يبقى بعيداً عن تحدي هيمنة الدولار الأميركي.
وواجه اليورو لحظة حاسمة بعد أن أدت تداعيات الأزمة المالية في عام 2008 إلى أزمة ديون ضخمة في منطقة اليورو بلغت ذروتها بتقديم صفقات انقاذ لعدة دول، ما دفع التكتل النقدي إلى نقطة الانهيار وشكل اختباراً قاسياً لوحدة صفوفه. لكن خبراء قالوا إنّ ذلك الوقت المضطرب كشف الثغرات الحقيقية لمشروع اليورو، ومن بينها افتقاره التضامن النقدي، ووجود مقرضين كملاذ أخير. وأيضاً أبرزت الأزمة التفاوت الاقتصادي الكبير بين أعضاء منطقة اليورو، خصوصاً بين الشمال الحذر مالياً، والجنوب الغارق في الديون. ويحسب لرئيس المصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي إنقاذ الاتحاد الأوروبي في عام 2012 حين أرسى مبدأ أساسياً، مفاده بأنّ المؤسسة التي تشرف على السياسة النقدية الأوروبية من مقرها في فرانكفورت ستقوم «بكل ما يتطلبه الأمر» للحفاظ على اليورو. وتعهد المصرف المركزي بشراء، إذا تطلب الأمر، عدد غير محدود من السندات الحكومية من الدول المديونة. واتخذ المصرف المركزي إجراءات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، لضمان تدفق الأموال في منطقة اليورو ودرء مخاطر الانكماش. لكن مراقبين قالوا إنّ دول منطقة اليورو الـ19 لم يفعلوا ما هو كافٍ لتنفيذ الإصلاحات السياسية الضرورية لتهيئة المنطقة بشكل مناسب لاي انكماش في المستقبل وتحقيق تقارب اقتصادي أكبر. ولم يكمل أعضاء منطقة اليورو إجراءات التوصل للاتحاد المصرفي الذي طال انتظاره، وسط خلافات حول إنشاء نظام تأمين على الودائع في جميع أنحاء أوروبا.