الصفحة الاولىصحيفة البعث

إيران تطالب أوروبا بالتعويض لعدم إنجازها آلية التبادل

 

طالبت وزارة الخارجية الإيرانية الدول الأوروبية بالتعويض لإيران جراء التأخير في حسم موقفها تجاه آلية التبادل المالي مع طهران، وقال المتحدّث الرسمي باسم الخارجية بهرام قاسمي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي: “أوروبا أعطت وعوداً حول الآلية المالية الخاصة للتعامل مع طهران، وننتظر الموقف الرسمي منها حول هذه الآلية، وعلى الطرف الأوروبي التعويض عن التأخير الحاصل بهذا الشأن”، وأوضح أن الحرب التي فرضت على بلاده والظروف التي تمر بها المنطقة تستوجب رفع مستوى القدرات الإيرانية في كل المجالات.
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتابع عن كثب الجهود التي تبذلها الدول الأوروبية في سبيل وضع آلية مالية بديلة للتجارة مع إيران في محاولة لتفادي تأثير العقوبات الأمريكية، مشيرة إلى أن البيت الأبيض حذّر الأوروبيين من أن “إجراءات عقابية وغرامات صارمة” ستفرض عليهم إذا حاولوا الالتفاف على عقوباته!.
وأعلن ترامب في أيار الماضي عن انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم بين إيران ومجموعة 5+1 عام 2015، فيما عارضت الأطراف الأخرى في الصفقة، بما فيها الدول الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الخروج الأمريكي من الاتفاق، وأعلنت مايا كوسيانتشيتش، المتحدّثة باسم مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أواخر الأسبوع الماضي للصحفيين في بروكسل أن العمل في هذا الاتجاه يوشك على النهاية، ومن المتوقّع أن تبدأ الآلية الجديدة عملها في القريب العاجل.
وأكد قاسمي أن بلاده لم تجر أي مفاوضات مع فرنسا بشأن قدراتها الصاروخية، مبيناً أن المحادثات مع باريس لم تخرج عن إطارها السياسي شأنها شأن المحادثات مع سائر الدول، وقال: “برنامجنا الصاروخي دفاعي، ونحن مستمرون بذلك، وكلام الآخرين لن يغيّر نهجنا”، مشدداً أن بلاده وروسيا ستواصلان تعاونهما في محاربة الإرهاب في سورية كشريكين رئيسيين.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران تمكنت من وضع الولايات المتحدة في موقف حرج بشأن الاتفاق النووي من خلال اتخاذها موقفاً إيجابياً تجاهه يراعي كل الظروف، وقال، أمام مجلس الشورى الإسلامي: “إن إيران اتخذت أفضل قرار بشأن الاتفاق خدمة لمصالحها الوطنية، وهو ما جعل أمريكا في موقف حرج، وهي تعمل جاهدة الآن للخروج من عزلتها”، ولفت إلى تشكيل لجنة للإشراف على مسار تنفيذ الاتفاق النووي، مبيناً أن وزارة الخارجية تقدّم تقارير منتظمة ومتتالية لهذه اللجنة لتتخذ الأخيرة قراراتها حسبما تمليه مصالح البلاد.
وفي وقت سابق، نفى الوزير ظريف الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول استقالته، مؤكداً أنها غير صحيحة، مضيفاً: إنني أنفي كل الأخبار التي بثت في وسائل الإعلام والفضاء الالكتروني في الأشهر الثلاثة الماضية بشأن استقالتي، وتابع: “زعم البعض أيضاً أنني قدمت استقالتي بسبب الضغوط الخارجية لانسحاب إيران من الاتفاق النووي، في حين أن هذه القضايا لم تكن مطروحة على الإطلاق، لذا أنفيها”.
يأتي ذلك فيما أكد نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران العميد حسين سلامي أن تحرير الأراضي المحتلة ونهاية الكيان الصهيوني ستكون في أي حرب جديدة يشعلها بالمنطقة، وقال، على هامش الملتقى الوطني الأول للهندسة الدفاعية والأمنية لإيران: “إن استراتيجيتنا هي محو “إسرائيل” من الجغرافيا السياسية في العالم، وباعتقادنا أنها تقرب نفسها من هذه الحقيقة من خلال الممارسات الشريرة التي تقوم بها”، وشدد على أنه لو قامت “إسرائيل” بما يؤدي إلى إشعال حرب جديدة، فمن المؤكّد أن هذه الحرب ستكون تلك التي تفضي إلى محوها، وسيتم تحرير الأراضي المحتلة.