نصف الأمريكيين لا يثقون بترامب
أظهر استطلاع جديد للرأي أن نصف الأمريكيين تقريباً لا يثقون مطلقاً برئيس بلادهم دونالد ترامب، وكشف الاستطلاع، الذي أجرته شبكة “أي بي سي” الإخبارية وصحيفة واشنطن بوست الأمريكيتان، أن 48 بالمئة من الأمريكيين لا يثقون إطلاقاً بترامب، ويبدون حذراً شديداً إزاء المسؤولين السياسيين في الولايات المتحدة سواء كانوا من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي.
وبعد عامين على توليه الرئاسة في الولايات المتحدة يبدو ترامب في مأزق مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها ليكون بين الرؤساء الأمريكيين الأقل شعبية.
وأشارت استطلاعات رأي سابقة إلى تضاؤل حظوظ ترامب، الذي خضع عام 2017 لفحص قدراته العقلية، في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة المقرّرة عام 2020 نتيجة اتخاذه مواقف واتباع سياسات متناقضة وضعت الولايات المتحدة بحالة انقسام، ولا سيما مع خسارته وحزبه مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في تشرين الثاني الماضي، وسط دعوات بعض الديمقراطيين إلى عزل ترامب، وتوجّه العديد منهم لإعلان ترشّحهم لمنصب الرئيس.
ويشكل الاستطلاع الجديد صفعة جديدة للرئيس الأمريكي، الذي خرج للتو من أزمة الإغلاق الحكومي مهزوماً، بعد أن اضطر إلى التراجع عن مشروع بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، ووقّع على ميزانية مؤقّتة تستمر حتى 15 شباط المقبل بعدما صدّق عليها الكونغرس بمجلسيه.
وجاء في بيان البيت الأبيض: “من المتوقّع أن تستخدم الثلاثة أسابيع المقبلة، التي تغطيها هذه الميزانية، لإجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى ميزانية طويلة الأجل”.
وزعم الرئيس الأمريكي أنه لم يقدّم تنازلات للديمقراطيين، بالرغم من أنه وافق على اعتماد الميزانية المؤقّتة دون الأموال التي طلبها لبناء الجدار الحدودي. وكتب على تويتر: “أريد من الناس أن يقرؤوا أو يسمعوا كلماتي فيما يتعلّق بالجدار الحدودي. لم يكن هذا بأي شكل من الأشكال تنازلاً”، وأضاف: “هذا كان بسبب قلقي على الملايين من الناس الذين تضرروا بشدة من الشاتدون (إغلاق جزئي للحكومة الأمريكية) – وهذا يعني أنه بعد 21 يوماً، إذا لم يتمّ التوصل إلى أي صفقات، فإن المواجهة ستعود من جديد!”.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن الرئيس ترامب، يعتزم البدء في بناء الجدار الحدودي بعد انقضاء فترة الميزانية المؤقتة، بغض النظر عن موقف الديمقراطيين، حيث كتبت في تغريدة على موقع “تويتر”: “بعد 21 يوما، سيبدأ الرئيس في بناء الجدار، مع أو دون الديمقراطيين”.
يذكر أن ترامب أعلن الجمعة التوصل إلى اتفاق بشأن تشريع لإعادة عمل الحكومة الأمريكية حتى 15 شباط المقبل، قائلاً: “أنا فخور للغاية بأن أعلن اليوم أننا توصلنا إلى اتفاق لإنهاء إغلاق الحكومة الاتحادية وإعادة عملها”، مضيفاً: إن لجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ستجتمع لمناقشة احتياجات أمن الحدود في البلاد.
وفي وقت سابق، كشف المشرعون الأمريكيون أن الاقتصاد الأمريكي سيخسر 3 مليارات دولار في المحصلة جراء الإغلاق الحكومي الجزئي الذي استمر 35 يوماً بسبب الخلافات بين ترامب والكونغرس.
وجاء في تقرير أعده مكتب شؤون الميزانية في الكونغرس أن حجم الاقتصاد الأمريكي سيكون أقل بنسبة 0.02 بالمئة مما كان متوقّعاً في عام 2019، وأشار إلى أن المشاريع الخاصة والموظفون سيتأثرون أكثر بتبعات الإغلاق، وخاصة الـ 800 ألف موظف حكومي الذين خسروا رواتبهم خلال تلك الفترة.
وحسب التقرير، فإن الاقتصاد الأمريكي خسر ما مجموعه 11 مليار دولار خلال الأسابيع الخمسة التي استمر فيها الإغلاق، ولكن من المتوقّع أن يسترجع 8 مليارات منها بعد إنهاء الإغلاق الحكومي.