مباحثات جديدة لتنفيذ اتفاق الحديدة.. والنظام السعودي يصعّد
انتهت جولة أولى من المفاوضات بين الأطراف اليمنية بشأن الحديدة والخطوات المقبلة لتطبيق اتفاق استوكهولم، وأكد بيان الأمم المتحدة أنّ المباحثات، التي يرعاها رئيس بعثة المراقبين الأمميّين باتريك كاميرت، عقدت في البحر الاحمر بعد تعذّر الاتّفاق على منطقة محايدة وتطرّقت إلى خطوات تطبيق اتّفاق الحديدة وتسهيل العمليات الإنسانية فيها، فيما جدّد المكتب السياسي لأنصار الله تمسكّه الثابت والمبدئي باتفاق السويد، مؤكداً على تنفيذه بعيداً عن التحريف والتجريف، مشيداً بالحراك الشعبي في محافظة المهرة ضد قوى الاحتلال ومشاريعها التدميرية.
وصوّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 16 كانون الثاني الماضي على القرار رقم 2452 لسنة 2019 حول اليمن المتضمّن إنشاء “بعثة سياسية خاصة” تابعة للأمم المتحدة لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة بناء على مشاورات السويد منتصف كانون الأول 2018.
يأتي ذلك فيما كشفت منسقة الشؤون الإنسانية والممثل المقيم للأمم المتحدة في صنعاء ليزا غراندي عن اجتماع عالمي حول اليمن سيعقد أواخر شهر شباط الجاري في جنيف بمشاركة وحضور كل دول العالم إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
كما أكدت المسؤولة الأممية أن 24 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الغذاء وأن 20 مليون شخص يعانون انعدام الغذاء و14مليون شخص واقعون في أوضاع صعبة.
في سياق متصل، دعا بابا الفاتيكان البابا فرانسيس إلى العمل بشكل عاجل لتعزيز احترام الاتفاقيات القائمة حول وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة اليمنية، وقال قبيل توجهه إلى الإمارات: “نوجه نداء إلى الجماعة الدولية والأطراف المعنية كي تلتزم بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار وضمان توزيع المواد الغذائية على المحتاجين”.
وعبّر البابا عن قلقه الشديد إزاء الأزمة الإنسانية في اليمن والتي تتواصل بسبب هذه الحرب المستمرة وأدت إلى معاناة كثير من الأطفال والسكان من الجوع والعطش حيث باتوا يواجهون خطر الموت.
ويواصل النظام السعودي ومرتزقته عدوانهم على اليمن منذ آذار عام 2015 رغم الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية خلال المحادثات التي جرت في السويد في كانون الأول الماضي والإدانات والمطالبات الدولية بوقف هذا العدوان.
ميدانياً، تمكّن الجيش اليمني واللجان من صدّ هجوم لقوات تحالف العدوان السعودي في منطقة الصوح الحدودية بين نجران وصعدة دون أن تحقق القوات المهاجمة أي تقدّم، الأمر الذي أدى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات التحالف وتدمير آليتين عسكريتين لهم، وفق ما أفاد مصدر عسكري يمني.
كما استهدفت قذائف مرتزقة العدوان السعودي منازل المواطنين في منطقة جبل جالس بمديرية القبيطة بمحافظة لحج جنوب غرب اليمن ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح.
تزامناً، شنّت طائرات تحالف العدوان 12غارة جوية على مديريتي باقِم ورازِح الحدوديتين في محافظة صعدة شمال اليمن. واستهدفت سلسلة غارات جوية للتحالف السعودي مديرية المراشي في محافظة الجوف شرق اليمن. وفي الحُدَيْدة، استشهد مزارع يمني جراء قصف مدفعي متجدد للتحالف على قرية جُمَيْشة بمنطقة كيلو 16 المدينة.
وشمل القصف المدفعي والصاروخي لمرتزقة العدوان أيضاً أحياء متفرقة في منطقة 7يوليو جنوبي شرق المدينة، امتداداً إلى مطار الحديدة وقريتي الكوعي والشَجَن في مديرية الدُرَيْهمي جنوبي المحافظة نفسها غرب اليمن.