الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

جمعة السليمان يوثق جمالية دير الزور وأوابدها

 

استطاعت عدسة المصوّر الضوئي جمعة السليمان أن تصوّر وتوثق أجمل اللحظات الاجتماعية المرتبطة بجماليات الطبيعة لنهر الفرات في معرض مميز”الفرات ديرتنا” المقام حالياً في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة- وقد توخى السليمان كما ذكر الدقة بواقعية الصورة لاسيما في تقنية الظل والضوء.

يشد المعرض المتلقي ابتداء من الركن الخاص بالأبيض والأسود وقد خصصّه الفنان لالتقاط ومضات إنسانية مثل صورة الرجل المسنّ في بساتين الفرات، إلى نساء الدير بالعباءة الفراتية، وتبدو مهارة السليمان في تصوير أجزاء دقيقة من قلعة حلب يظهر هندستها المعمارية واقتطع جزءاً من الكل فبدا من خلال الشقّ الضيق انبثاق النور، إضافة إلى لوحاته عن القاعة الملكية في مملكة ماري في البوكمال.

في حين شغلت الصور الملونة الحيز الأكبر من المعرض لطبيعة دير الزور التي شغل فيها الفرات القسم الأكبر مع الجسر المعلق، كما وثّق اللحظات الاجتماعية التي يعيشها أهل الدير في هذه الأمكنة التي تشكّل ملتقيات اجتماعية لديهم في السراديق والمقاصف على كورنيش الفرات، وتناول في صوره جغرافية الدير مقتنصاً اللحظة المناسبة لتوثيق اللون الأحمر المنتشر في الفضاء الذي يتشكّل من غبار العجاج والعواصف الهوائية.

وتحدث جمعة السليمان عن الفرات ديرتنا المتضمن سبعين عملاً ضوئياً، تتضمن رموز دير الزور التاريخية والأوابد الأثرية والأسواق الشعبية القديمة التي بُنيت عام 1865مثل الأسواق العثمانية، وطبيعة الفرات. صوّرها كلها قبل الحرب الإرهابية وأراد أن يطلع الزائرين على جمالية الحياة الهادئة في دير الزور وطبيعتها الجميلة وأماكنها ومواقعها الأثرية: “أردت أن يحمل معرضي رسالة إلى العالم الخارجي عن جمالية دير الزور قبل أن يدمّرها الإرهاب”، متمنياً مع جميع أهل الدير أن تعود كما كانت.

ومن الصور المميزة في المعرض صورة المارة على الجسر المعلق أثناء انهمار المطر، فنوّه إلى أنه في أوقات يستفيد منها الفنان في تجسيد اللحظة، لذلك تمكنت من التقاط هذه الصورة التي تنم عن رومانسية المطر، إلى لحظة انكسار الضوء على مياه النهر في صورة أخرى مما يشد عين المتلقي إلى هذا المنظر التوثيقي الآسر.

وعن الأشجار المنحوتة التي التقط صورها وقت الخريف، بيّن أن مهمة الفنان أن يبحث عن روح الفنّ في البيئة الطبيعية.

أما الصورة التي تتجمع فيها الطيور حول النافذة بشكل دائري، فأوضح بأنه أراد أن يخصّ دمشق بلوحة فاختار هذه اللقطة من المسكية في نهاية سوق الحميدية إذ يجد المتجول فيها هندسة في تلاقي الحمام والطيور بما يشبه السلم الموسيقي.

ملده شويكاني