الجيش يحبط محاولات تسلل إرهابية في ريف حماة
واصلت وحدات من قواتنا المسلحة أمس عملياتها في مواجهة المجموعات الإرهابية، ووجهت سلسلة ضربات مكثفة على محاور تحركها وتحصيناتها التي حاولت التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية، والبلدات الآمنة بريف حماة الشمالي، حيث تكمنت قواتنا من إحباط الهجمات، وأوقعت في صفوف الإرهابيين خسائر كبيرة في العديد والعتاد.
وفي إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب عادت أمس دفعة جديدة من العائلات المهجرة بمخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب جابر- الحدودي إلى قراهم المحررة من الإرهاب.
وفيما أعلن “الكرملين” عن لقاء يجمع الرئيسان بوتين وروحاني على هامش قمة سوتشي المزمع عقدها في منتصف الشهر الجاري لمناقشة الوضع في سورية، طالب رئيس الحكومة السلوفاكية الأسبق يان تشارنوغورسكي سلطات بلاده بالخروج من التبعية للولايات المتحدة في مواقفها، وإعادة بناء علاقات جيدة مع سورية.
وفي التفاصيل، وجهت وحدات من الجيش رمايات مدفعية على أوكار المجموعات الإرهابية في أطراف بلدة قلعة المضيق بريف حماة رداً على اعتداءاتها واستهدافها بالرصاص لنقاط الجيش والمناطق الآمنة بالريف الشمالي الغربي، حيث تعاملت وحدات الجيش مع الاعتداءات الإرهابية، وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين، ودمرت لهم مرابض ونقاطاً محصنة.
كما خاضت وحدات من الجيش اشتباكات مع مجموعات إرهابية على أطراف بلدتي الجنابرة وتل عثمان، حاولت التسلل باتجاه المناطق الآمنة بالريف الشمالي، أسفرت عن إحباط محاولة التسلل بعد مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وإجبار الباقين على الفرار.
وفي وقت لاحق دمرت وحدات من الجيش بعمليات نوعية أوكاراً للمجموعات الإرهابية على محور قرية الصخر بريف المحافظة الشمالي الغربي.
في الأثناء، عادت عدد من العائلات إلى الوطن قادمة من مخيمات اللجوء في الأردن عبر معبر نصيب الحدودي تمهيداً لنقلهم إلى بلداتهم وقراهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، في حين أمنت لها الجهات المعنية البنى التحتية والخدمات الرئيسة التي تساعدهم على الاستقرار وإعادة نشاطاتهم اليومية المعتادة.
وبينت مراسلة “سانا” أن الجهات المعنية في المحافظة أرسلت عدداً من الحافلات لتقل العائدين إلى قراهم وبلداتهم بعد استكمال إجراءات الدخول البسيطة وتقديم الخدمات الصحية للمحتاجين منهم.
ومنذ افتتاح المعبر في منتصف تشرين الأول الماضي عاد الآلاف من المهجرين السوريين إلى الوطن بينهم المئات من الشبان الذين سويت أوضاعهم بموجب مرسوم العفو رقم 18 لعام 2018 لأداء خدمة العلم من المطلوبين للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية أو الفرار الخارجي.
من جهة ثانية، استشهد 4 مدنيين وجرح 3 آخرين جراء انفجار لغم من مخلفات التنظيمات الإرهابية في قرية رسم الأحمر بريف سلمية الشمالي الشرقي.
في السياسة، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن لقاء ثنائياً سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني على هامش الاجتماع الثلاثي حول سورية الذي سيعقد في سوتشي. وقال بيسكوف: إنه من المخطط عقد لقاء بين بوتين وروحاني في ال14 من الشهر الحالي في سوتشي للتباحث في العديد من القضايا.
وكانت موسكو أعلنت أن قمة الدول الضامنة لعملية استانا حول سورية والتي تضم روسيا وايران وتركيا ستعقد في سوتشي الروسية في الـ 14 من شباط الحالي.
وفي طهران، بحث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في طهران مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون تطورات الوضع في سورية.
وجرى خلال اللقاء مناقشة مواضيع عدة ولا سيما مواصلة الحرب على الإرهاب وعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
وكان بيدرسون أكد في السابع عشر من الشهر الماضي أهمية الحل السياسي للأزمة في سورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يؤكد سيادة سورية وسلامتها الإقليمية، ويدعو لحل سياسي بملكية وقيادة سورية تيسره الأمم المتحدة.
وفي أنقرة، أكد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي أوزكور أوزال أن نظام رجب طيب أردوغان دعم التنظيمات الإرهابية في سورية، ولعب دوراً أساسياً بتأجيج الحرب عليها، وأشار في حديث لقناة الشعب التركية إلى استخدام أردوغان موضوع المهجرين السوريين بفعل الإرهاب “ورقة للمساومة بها داخلياً وخارجياً”.
وفي لبنان، دعا المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين إلى تعزيز العلاقات بين سورية ولبنان، موضحاً أن العلاقات المتميزة مع سورية هي مصلحة مؤكدة للبنان، وشدد في بيان عقب اجتماع على أهمية تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين البلدين والتنسيق مع الدولة السورية في مختلف المجالات، ومنها قضية عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
وفي سياق آخر، أدان عدد من الخبراء والمحللين السياسيين الروس السياسات الأمريكية القائمة على المماطلة وعدم مراعاة حقوق شعوب الدول الأخرى ومصالحها.
وقال كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق في موسكو بوريس دولغوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو: إن “سياسات المماطلة كانت ملازمة للولايات المتحدة على الدوام وفي كل تاريخها الحديث ولم تكن هناك حالة واحدة انسحبت فيها واشنطن من منطقة ما بالكامل وتركت لشعبها الحق في اختيار مستقبله بنفسه ومن المشكوك فيه أن تفعل ذلك في المستقبل وهذا ما نلاحظه في سورية اليوم، وأضاف: إن الولايات المتحدة تتصرف في الشرق الأوسط وكأنه حديقتها الخلفية فهي تدخل قواتها بصورة غير شرعية إلى أراضي دول ذات سيادة وتعلن سحبها متى تشاء وتعيدها إلى هناك متى تشاء وهي تزعم حالياً أنها تريد سحب قواتها من سورية ولكننا لا نرى ذلك على الأرض ما يعني أننا نقف من جديد أمام سياسة الهيمنة الأمريكية العدوانية التي تضرب عرض الحائط بآراء الشعوب ومصالحها وسيادتها وسلامة أراضيها.
وفي مقابلة مماثلة أكد رئيس قسم اللغات الشرقية في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أسلامبيك موزلويف أن الوجود الأمريكي العسكري على الأراضي السورية يعد تدخلاً غير قانوني في شؤونها الداخلية وغزواً سافراً تحت يافطة محاربة الإرهاب دون الحصول على موافقة من الحكومة السورية أو قرار من الشرعية الدولية ما يشكل سابقة خطيرة تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن بعض الأنظمة في المنطقة مصرة على البقاء تحت المظلة الأمريكية ما يسيء لمصالح شعوب هذه المنطقة برمتها.
بدورها شددت كبيرة الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لأكاديمية العلوم الروسية إيرينا فيودوروفا على أن الولايات المتحدة تتواجد على الأرض السورية دون موافقة الحكومة السورية ولذلك فإن تواجدها هناك غير قانوني ويعرقل بل ويزيد من صعوبة الحوار من أجل إنهاء الأزمة في سورية، وأوضحت أن الولايات المتحدة تمارس المماطلة بشكل مستمر فيما يخص سحب قواتها من أي منطقة فهي ما زالت ومنذ عدة سنوات تعلن عن انسحاب قواتها من أفغانستان ولكننا لا نرى ذلك على الأرض.
من جانبه جدد رئيس الحكومة السلوفاكية الأسبق يان تشارنوغورسكي دعوته الحكومة السلوفاكية إلى إعادة افتتاح سفارتها في دمشق من أجل مصالحها وكي لا تصبح من أواخر الدول التي تتفاوض حول هذا الأمر، وقال: إن الغرب أدرك بأنه خسر حربه على سورية وبدأ الآن يعترف بذلك تدريجياً، مشيراً إلى دعوات لسياسيين غربيين كبار حول التخلص من وهم إسقاط سورية.
وفي القاهرة، أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق أن مواقف بعض الدول العربية من سورية والتي نتج عنها تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية عام 2011 كانت خاطئة، وأوضح إن جميع الرهانات والتعويل على ما يسمى “المعارضة السورية” وغيرها من الكيانات الوهمية المدعومة من أمريكا والدول الغربية والتي قدم لها التمويل والسلاح والغطاء السياسي فشلت، وأشار إلى تطور الأوضاع في سورية والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب.