الديمقراطية.. وهذه الحقيقة!..
أكرم شريم
من المعروف أن الديمقراطية هي حكم الشعب وبالتالي اختيار الشعب لكل من يستلم المناصب في حكومته، ولا يحدث ذلك إلا من خلال انتخابات عادلة ونزيهة ودون أي تدخل من أي نوع من أية فئة أو حزب أو عرق أو عنصرية أو إقليمية لا من الداخل ولا من الخارج، فهل هذه الديمقراطية تحدث فعلاً في أيامنا هذه؟! وهل لا تزال موجودة وبشكلها الصحيح والسليم وكما يجب أن تكون ودون أية تدخلات من خلال وسائل الإعلام أو القدرات المالية، ومن ورائها وبشكل سري ومطلق السرية أحياناً وبشكل ملفت وشبه مكشوف أحياناً أخرى؟! هذا النظام العالمي الأكثر عدالة والأكثر نزاهة هل لا يزال موجوداً وبشكله الصحيح والسليم؟!. إذن.. صار لزاماً علينا أن نسأل هذا السؤال الكبير: ماهي هذه الدولة التي لا تزال تتمتع بذلك وفيها انتخابات عادلة حقاً ونزيهة حقاً ودون أي نوع من التدخلات لا من أعدائنا وأعداء الشعوب ولا من أية فئة أو جهة أخرى؟! فهل هذا الرجل الذي نجح في الانتخابات الأمريكية الأخيرة لكي يعطي (واهما طبعاً) القدس، بل قدس الأقداس لأعداء الشعوب والمحتلين، قد نجح في انتخابات عادلة ونزيهة، ولماذا تختفي وبقوة أحيانا وبتهديدات معلنة أحياناً أخرى كل محاولات الكشف التي تفضح هذه الانتخابات التي أوصلته، وهذه الديمقراطية (الإعلامية) ولا غير والتي جعلته يصبح رئيساً؟! فإذا كانت الانتخابات في هذه الدولة الكبرى، بل الدولة العظمى هي بهذا الشكل وبكل هذه الاعتراضات والتي من حزبه الجمهوري أولاً ومن الحزب الديمقراطي الآخر ثانياً، فهل هذه انتخابات عادلة ونزيهة، وبالتالي هل هذه النتيجة ديمقراطية صحيحة وسليمة ؟!.. فما بالك بما يحدث في بقية الدول؟!.
من الممكن وبكل أسف وحزن أيضاً أن يعيش إنسان على الوهم، أو لنقلها بصراحة على الخديعة، ولكن هل يمكن أن يعيش الشعب على ذلك؟! وخاصة الشعوب الكبرى والتي تعتقد جازمة أنها تعيش الحياة الديمقراطية الصحيحة؟!.
ولكن لا.. لقد بدأت الشعوب، وفي كل مكان في هذا العالم، تكتشف الحقيقة الناصعة حين تكون الديمقراطية كذبة كبرى على الشعب، وبأيدي أصحاب المصالح الخاصة الدائمين وفي كل شعوب العالم والذي تعاني كل شعوب العالم، وكما قلنا سابقاً، ونكرر، تعاني من شرورهم!. وبالتالي لكي تتوجه هذه الشعوب العظيمة والشريفة والمحترمة والعادلة والنزيهة أيضاً، لاستعادة حقوقها كاملة وكما ترغب وتريد وفي كل مكان في العالم. وهكذا تكون النصيحة اليوم مهما كبرت المشكلة وكبر الخداع، وحتى لو لم يستطع لا الشعب ولا أحد من الكشف والمواجهة نتيجة التهديدات الخطرة والمستمرة، فإن الحقيقة لابد أن تظهر، وتظهر، وتظهر! وفي كل مكان في هذا العالم!.