بحث والمعلم تعزيز التنسيق لمواجهة مؤامرة استهداف البلدين روحاني: تطوير العلاقات بما يحقق مصالح شعبي البلدين والمنطقة
استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، صباح أمس، وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين والوفد المرافق، حيث نقل المعلم إلى الرئيس الإيراني تحيات السيد الرئيس بشار الأسد وتمنياته له وللشعب الإيراني بدوام التقدم والازدهار.
وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة، وأهمية مواصلة تعزيز التنسيق القائم بين البلدين في هذه المرحلة في وجه المؤامرة التي تستهدف كلا البلدين. وحمّل الرئيس روحاني الوزير المعلم أطيب تحياته وأمنياته إلى أخيه السيد الرئيس بشار الأسد وإلى الشعب السوري، مؤكداً حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تطوير العلاقات التاريخية الودية والأخوية مع سورية.
والتي بدأت بالتزامن مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران قبل أربعين عاماً، وأصبحت اليوم في أفضل ظروفها بفضل مواقف القيادة الحكيمة في كلا البلدين، مشيراً إلى تطلّع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تعزيز وتوثيق هذه العلاقات بما يحقق مصالح شعبي البلدين والمنطقة، وهو ما يقتضي من مسؤولي البلدين متابعة دقيقة لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه، وخاصة خلال الزيارة الأخيرة والناجحة للنائب الأول للرئيس الإيراني الأسبوع الماضي إلى دمشق.
وأكد الرئيس الإيراني استمرار دعم إيران لسورية في معركتها ضد الإرهاب، وكذلك في عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإرهابية التي فُرضت على سورية، مشيراً إلى أن عودة السلام والاستقرار إلى كل الأراضي السورية تشكّل أحد أهم ركائز السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأشاد بمقاومة الشعب السوري وصموده، وبالانتصارات التي حقّقها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الإرهاب وداعميه، مشيراً إلى أن هذه الانتصارات هي للمنطقة بأكملها، ومشدّداً على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل دعم وحدة سورية وسلامتها الإقليمية وسيادتها على كامل أراضيها.
بدوره قدّم المعلم التهنئة لإيران، قيادة وشعباً، على الإنجازات التي تحققت خلال الأربعين عاماً الماضية منذ قيام الثورة الإسلامية، مؤكداً حرص سورية على تعميق وتعزيز علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شتى المجالات، ولفت إلى أن الزيارة الناجحة للنائب الأول للرئيس الإيراني إلى دمشق مؤخراً أعطت دفعاً قوياً للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعرب الوزير المعلم عن تقدير سورية الكبير للدعم الذي تقدّمه لها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معركة الصمود وفي الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها وتحريرها من الإرهاب والاحتلال الأجنبي، مؤكداً أهمية التنسيق والتشاور، خصوصاً في هذه المرحلة المهمة بعد الانتصارات والإنجازات التي يحققها البلدان في وجه المؤامرات التي تستهدفهما، معتبراً أن نجاح إيران في دحر المؤامرة التي تستهدفها هو نجاح لسورية والعكس صحيح.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين والدكتور عدنان محمود سفير سورية في طهران ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين، كما حضره من الجانب الإيراني الدكتور محمد جواد ظريف وزير الخارجية وحميد رضا دهقاني مدير إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية وعدد من موظفي الرئاسة الإيرانية.
كذلك التقى وزير الخارجية والمغتربين مع الدكتور علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية وبحث معه سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى تطوّر الأوضاع في سورية والمنطقة، وكانت وجهات النظر متفقة حول مختلف القضايا المطروحة.
المعلم: معاً في وجه الإرهاب والمخططات الأمريكية
وخلال اللقاء نقل المعلم تحيات وتهاني السيد الرئيس بشار الأسد والشعب السوري إلى سماحة السيد علي الخامنئي وإلى الشعب الإيراني الشقيق بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، التي تزداد تجذراً عاماً بعد عام من خلال الإنجازات التي تحققها.
وأكد الوزير المعلم وقوف البلدين معاً في وجه الإرهاب ومخططات الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة، وفي مقدمتها “إسرائيل”، بهدف إفشالها، مشدداً على ضرورة زيادة وتعميق التعاون بين البلدين في هذه المرحلة المهمة والحساسة.
من جهته قدّم ولايتي التهنئة للحكومة السورية والشعب السوري، وكذلك لمحور المقاومة بالانتصارات التي تم تحقيقها في سورية الشقيقة، مشيراً إلى أن سورية بصمودها ومقاومتها تعتبر مثالاً يحتذى به في مواجهة الأعداء والإرهاب.
وأكد ولايتي عزم وتصميم إيران على استمرار وقوفها إلى جانب سورية في وجه الهجمة الغربية الشرسة التي تستهدفها، والتي تقف وراءها الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية، معرباً عن ثقته بأن النصر سيكون حليف سورية نظراً للعزيمة الصلبة والصمود الموجودين لدى الشعب السوري وقيادته.
حضر اللقاء الوفد المرافق للوزير المعلم وعدد من مستشاري ولايتي.
وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء، أشار المعلم إلى أن الزيارة تأتي قبل قمة رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا حول الأزمة في سورية التي ستعقد في سوتشي، واصفاً محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين بأنها مهمة للغاية وبنّاءة ومن شأنها تعميق تعاوننا الاستراتيجي في مختلف المجالات، قائلاً: “أنا مرتاح لنتائج هذه الزيارة، وأعتقد أن نتائجها ومرتسماتها ستظهر في المستقبل القريب”، وأضاف: “إن البلدين واجها معاً عدواً اسمه الإرهاب، ونواجه معاً عدواً اسمه الاستعمار والهيمنة، وكما انتصرنا في مكافحة الإرهاب سوف ننتصر بمعركة مواجهة الاستعمار”.
من جانبه أكد ولايتي أن اللقاء كان جيداً جداً وبنّاءً، مضيفاً: إن مثلث أمريكا والصهيونية والرجعية في المنطقة فشل وهزم، وعلى الأمريكيين أن يغادروا سورية ويرحلوا عنها، وشدد على أن العلاقات السورية الإيرانية علاقات استراتيجية منذ انتصار الثورة الإسلامية وحتى الآن، مبيناً أن ما نشهده اليوم في سورية وإيران ولبنان والعراق هو نتيجة الاتحاد والتعاضد بين دول محور المقاومة، وأن هذا التعاون والتعاضد سيتعزز كل يوم أكثر فأكثر.