الصفحة الاولىصحيفة البعث

في أزمــة دبلوماسية غير مسبوقة باريس تستدعي سفيرها في روما

 

في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية، استدعت فرنسا، أمس، سفيرها في ايطاليا للتشاور، بعد سلسلة تصريحات صدرت عن مسؤولين ايطاليين ضد سياسات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الداخلية ودعمهم لاحتجاجات “السترات الصفراء”، وقول نائب رئيس الحكومة الايطالية لويجي دي مايو: إن “رياح التغيير هبّت في فرنسا”.
وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان: “إنه تم استدعاء السفير بعد سلسلة تصريحات مغالية وتهجّم لا أساس له وغير مسبوق من قبل مسؤولين ايطاليين ضد الحكومة الفرنسية”، وأضافت: “إن التدخلات الأخيرة تشكل استفزازاً إضافياً وغير مقبول”، في إشارة إلى اللقاء الذي جمع دي مايو بمحتجين من حركة السترات الصفراء في فرنسا، وأضافت: “الاختلاف شيء والتلاعب بالعلاقات من أجل أهداف انتخابية شيء آخر”.
ودعت الخارجية الفرنسية على موقعها على تويتر ايطاليا إلى المحافظة على الاحترام المتبادل بين البلدين، وكتبت: “فرنسا تدعو ايطاليا إلى العمل من أجل استعادة علاقة الصداقة والاحترام المتبادل الذي يكون في مستوى تاريخنا ومصيرنا المشترك”.
وشهدت الفترة الماضية تراشقاً كلامياً حاداً بين باريس وروما، إثر الدعم الذي تلقاه محتجو حركة “السترات الصفراء” في فرنسا من مسؤولين كبار في الحكومة الايطالية، فقد وجّه نائبا رئيس الوزراء الايطالي ماتيو سالفيني، وهو من حزب الرابطة اليميني، ولويجي دي مايو، من حركة (5 نجوم) الشعبوية المناهضة للمؤسسات، انتقادات لاذعة لماكرون بشأن مجموعة من القضايا.
وأعرب سالفيني عن أمله في أن يتحرر الشعب الفرنسي قريباً من “رئيس سيئ للغاية”، في تصريحات غير مسبوقة إطلاقاً بين مسؤولي دولتين مؤسستين للاتحاد الأوروبي، فيما تستمر السلطات الفرنسية في قمعها للاحتجاجات الشعبية التي تقودها حركة “السترات الصفراء” في باريس وعدد من المدن الفرنسية ضد سياسات ماكرون.
ويحاول سالفيني حشد جبهة أوروبية لليمين المتطرف تواجه المؤيدين للاتحاد الأوروبي، وفي طليعتهم الرئيس الفرنسي، في الانتخابات الأوروبية في 26 أيار.