الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

موال عشق لعينيك

 

الشاعر المصري أحمد غراب

كل المــــدائن فـــي عـيـنـيـــك أعـرفها
حتى تفاصيلها الصغرى بما فيها
مازلــت في ردهــات العمر يا قدري
أحــلى المواويل في أصفى قوافيها
كل الطيور التي تغفــو علـى كتفي
كــــل الـــزهور التي بالدمع أسقيها
كل المواني التي تأوي لـهــا ســـــفني
كـــل الـــــدروب التي مازلت أمشيها
أنت اللغات جميعا فاعذري لـغتي
لــو قصرت عنك يوما في معانيها
أني ابتكرتك حتى تصبحي زمني
فأســـــترد ســــــنيني مـــن ثـــوانــيـــها
أعطيك كل بحار الأرض يا امـــرأة
لــم يعرف الموج يوما كيف يطويها
أعطيـــك كــــوم أســــاطير مجنحـــة
قد تشغل الأرض قرنا عن مآسيها
أعطيك كل رموش الشمس أقطفها
مثـــل الثمــــار وفي كفــيـــك أرميها
أعطيك أصفى مرايا البرق أسرقها
من الســـــماء وفي عينيك أخفيها
أعطيك كل مراعي الضوء كل مدي
تهفــو له الريح في أقصى أمانيها
يا أيها الــفــرح الشـمســي يملؤني
ضــــــوءا وينعش أحلامي ويحييها
كوني الجراح التي تغلي فتشعلني
ولا أفكـــر يــــومـــا كــــيـــف أطــفــيها
يا قصة لســت أدري كيــف أبدؤهــــا
وكـــيــف فوق رصيف الدمع أنهيها
من أنت. يارغــــوة الفيروز تجعلني
ســـــــــفينة لست أدري كيف أرسيها
من أنت من أنت يا نارا بلا لــــهـــب
يــــــــــــا أدمــعـــا بين أجفاني أواريها
أصبحت أجمل ما في الأرض من شجر
وصـــــرت أطـــــول نهـــــر في روابيها
لا أعرف اليوم كم في الأفق من شهب
ومـــن نجوم عذارى لست أحصيها
وفي عيونـــك قد أدركت ســــــــيدتي
أن الســـــماوات قد باحت بما فيها