علي مقوص في” تجليات”.. ومضات عشق لنذير نبعة

يفتتح في الساعة الخامسة من مساء بعد غد الأحد في صالة تجليات للفنون الجميلة معرض الفنان التشكيلي علي مقوص، يقدم فيه آخر إنتاجه من اللوحات التي عالج فيها مواضيع قريبة من الإنسان والطبيعة والوجود في علاقة مكثفة تختصرها الشجرة في دورة حياتها ورمزيتها، إذ يرسمها الفنان بصوفية عميقة تمتد ظلالها على الأرض العامرة بأولئك العشاق والتائبين، وقد كتب التقديم للمعرض الناقد عمار حسن معرفا عن جوانية هذا الفنان المتأمل في أسئلة الحب والبحث في متاهات الجمال ودلالاتها ومواطن تجلياته، فالفن ولا بشيء سواه يكون شجرة الجوهر حيث يزدهر المعنى وتكتمل الصلوات: إنه الفن “وبالفن ُيقتل الموت” فنحن إزاء حالة فنية من صنو رمزية الشجرة التي تحتمل معنى الخلود وإلا لماذا نراها مثمرة بالجواهر على نبع الماء في الأساطير السورية، هنا الجواهر هي الأسرار، بينما اللوحة هنا هي الجوهرة، والجوهرة هنا بالمعنى الفني العرفاني، هي شجرة تشبه الأم والرحم الكوني، وتوحدها وتسامقها إلى السماء يخفي توحد الفنان وثراء اتصاله، وحيداً كما هذه الشجرة في الفراغ، إلا أنه فراغ الامتلاء والاكتفاء حتى تشكل كمزار من جمال، فراحت تطوف به الأعين عبر مجسات الأرواح التي تتطلع إلى الصفاء والانعتاق والعودة إلى المحبة.
بهذه المودة والجهد سوف يقدم الفنان مقوص معرضه الجديد تحية للفنان الراحل نذير نبعة أحد علامات التشكيل السوري المعاصر.
أكسم طلاع