المشهد السياسي الراهن والحصار الاقتصادي على سورية
دمشق– فداء شاهين:
رأى الباحث القومي العربي الدكتور إبراهيم علوش أن الحرب على سورية انتقلت إلى طور آخر هو الحصار الاقتصادي، الذي سيزداد ويشتد في ظل قيام القوى الاستعمارية بمنع الدول العربية من أن تنمو وتنهض، مع الحرص على منع الدولة السورية من الوصول إلى شرق الفرات، لتركّز معظم الموارد من النفط والغاز والمياه فيها.
وأشار د. علوش، خلال الندوة الحوارية التي أقامها فرع جامعة دمشق للحزب تحت عنوان “المشهد السياسي الراهن والحصار الاقتصادي على سورية “، إلى أن من يفرض العقوبات الأحادية الجانب هي حكومات دول تملك النفوذ الاقتصادي والسياسي والعسكري، الذي يدفعها إلى الاعتقاد أنها قادرة على معاقبة الدول التي تعارض سياسات الهيمنة على العالم، وعلى خداع الضمير العالمي بذرائع حول حقوق الإنسان أو مكافحة الإرهاب، هذا في الوقت الذي تحمي فيه هذه الحكومات القوية أعتى الديكتاتوريات في العالم، وتغطي على رعاة الإرهاب، وتؤمّن الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً: إن روسيا بعد تحوّل أنبوب الغاز، الذي كان يصل بين روسيا وأوروبا الغربية، إلى عنصر ابتزاز بالنسبة لها، بدأت تبحث عن بدائل أخرى، علماً أن هذه البدائل تشعبت باتجاهين: الأول باتجاه السيل الشمالي البعيد، وهذا يتعرّض للحصار والضغط الأمريكي، أما المسار الثاني فهو الخيار التركي، ولذلك نشأت شبكة مصالح معقّدة، وتحوّلت تركيا من مستورد للغاز الروسي والإيراني إلى منفذ وبوابة له، مشيراً إلى انعقاد منتدى غاز شرق المتوسط الذي ضمّ مجموعة من الدول العربية وقبرص واليونان، وشملت خريطة الغاز الذي تغطيه تلك الدول شرق وجنوب شرق المتوسط، وهذا استفز تركيا “كما ظهر في الإعلام”، وبدأت بالتنقيب في المياه الإقليمية بقبرص التركية كرد على استبعادها.