الصفحة الاولىصحيفة البعث

المقاومة الفلسطينية رداً على اعتداءات الاحتلال: الانفجار قادم

 

 

اقتحمت قوات الاحتلال بلدة مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية وقطعت خطوط المياه عن الفلسطينيين، وقال رئيس مجلس قروي التوانة والمسافر محمد ربعي: “إن قوات الاحتلال قطعت خطوط المياه، التي تغذي 17 تجمعاً فلسطينياً في مسافر يطا”، مشيراً إلى أن إجراءات الاحتلال تأتي في إطار التضييق على الفلسطينيين بهدف تهجيرهم من أرضهم وتهويدها، فيما جرفت قوات الاحتلال طريقاً كانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومجلس قروي التوانة والمسافر أعادت تأهيلها، وتربط منطقة خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل.
وتمنع قوات الاحتلال شق الطرق وتوصيل الخدمات الأساسية للفلسطينيين في مسافر يطا، حيث يقطن نحو 1500 فلسطيني.
يأتي ذلك فيما اقتحمت قوات الاحتلال، برفقة عدد من الجرافات، منطقة بير عونة الملاصقة لجدار الفصل العنصري في مدينة بيت جالا غرب بيت لحم بالضفة الغربية وهدمت منزلاً فلسطينياً وشردت قاطنيه، كما اقتحمت مدن رام الله والخليل وجنين وطوباس بالضفة الغربية وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت سبعة منهم.
إلى ذلك حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من تردي الأوضاع الصحية للأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال، مؤكدة أن الاحتلال يتبع أسلوب القتل البطيء بحقهم، في انتهاك سافر للقوانين الدولية، وأشارت في تقرير إلى أن الاحتلال يمارس مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحق أكثر من 1800 أسير مريض، ويتعمّد المماطلة في تقديم العلاج اللازم، ويمتنع عن إجراء العمليات الجراحية لهم، الأمر الذي يشكّل خرقاً لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة اللتين توجبان حق العلاج وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى وإجراء الفحوصات الطبية لهم، وأضافت: إن من بين الأسرى المرضى نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، منهم 34 أسيراً مصابين بالسرطان، ولا يتم تقديم العلاج لهم، إضافة إلى 160 أسيراً مصابين بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض الكلى والقلب والدم، إضافة إلى 70 أسيراً يعانون إعاقات جسدية، وهم بحاجة ماسة للعلاج، وأكدت أن الاحتلال يتعمّد تقديم أدوية منتهية الصلاحية للأسرى المرضى، ما يفاقم خطورة حالاتهم الصحية، إضافة إلى حرمان ذوي الأمراض المزمنة من أدويتهم كنوع من أنواع العقاب لهم وزجهم في زنازين العزل الانفرادي وحرمان ذويهم من زيارتهم.
في الأثناء، اقتحم 51 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونفذوا طقوساً استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما قال مصدر في غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة: “إن الأسبوع المقبل سيكون الاختبار النهائي لـ”إسرائيل”، وأضاف: “إن المقاومة ستردّ على جرائم “إسرائيل” وسيكون الدم بالدم والرد بحجم العدوان”.
وأصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بياناً قالت فيه: “إن “إسرائيل” هي المسؤولة عن أي اعتداء بحق أبناء الشعب وتتحمّل تبعات ذلك، وإن المقاومين الفلسطينيين لن يسمحوا باستمرار تعدي قوات الاحتلال على المشاركين السلميين في مسيرات العودة”، وأكدت أن كل المؤشرات الراهنة تشير إلى إنذارات تحمل الضوء الأحمر لانفجار قادم بسبب اشتداد الحصار، وأن المقاومة لن تقبل أن يموت الشعب جوعاً وقهراً، مشيراً إلى أن استهداف قطاعي الصحة والتعليم من خلال مجزرة الرواتب سياسة تتماهى مع أجندة الاحتلال الإجرامية في المنطقة، واستهجن الصمت العربي والإسلامي والدولي إزاء الجرائم اللاإنسانية التي يمارسها الاحتلال.
بالتوازي، اتفقت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو على إنهاء الانقسام، إلا أنها سحبت البيان الختامي بسبب عدم التوافق عليه، وقال عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين معتصم حمادة: “إن النقاط التي هي موضع الخلاف، هي تلك التي نصّت على ذكر القدس الشرقية، وعلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67، إضافة إلى الخلاف على الحديث عن الشرعية الدولية وحق العودة”.
واتفقت الفصائل في مسودة بيان مشترك “إعلان موسكو” على إعادة ترتيب الأوراق على صعيد البيت الداخلي الفلسطيني، في حين أعلنت حركة الجهاد رفضها.
كما أكد المشاركون على تقارب وجهات النظر ورفض الانقسام والخطاب عن استحالة التغلب عليه والتمسك باتفاق القاهرة في 12 تشرين الأول 2017، ورفض ما سميت “صفقة القرن”، فيما قالت منظمة التحرير الفلسطينية: “نحن لا نقبل بأي اعتراف مشروط بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني”.
في حين قال قيادي في حركة فتح: “اللقاء أخرجنا من الجمود الحاصل بيننا منذ نحو عام، إلا أنه قدّم اعتذاره لموسكو “لعدم التمكن من صياغة بيان نهائي”.
وقدّم ممثلو الفصائل الفلسطينية اعتذارهم إلى روسيا لعدم تحقيقهم النتيجة المرجوة من المشاورات في موسكو وعدم الخروج ببيان ختامي.
من جهته، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وضع التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مقلق، والخطر الأكبر يكمن بموقف واشنطن، مشيراً إلى أن “صفقة القرن” ستدمر كل شيء تمّ القيام به حتى الآن.