سوسن حاج إبراهيم ومسارات اللون الأحمر
“الحب وتجليات أنثى” عنوان المعرض المقام حالياً في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- للفنانة التشكيلية سوسن حاج إبراهيم التي أرادت أن تشارك العشاق فرحتهم بعيد الحب بلوحاتها التي تسرب إليها اللون الأحمر بمسارات متعرجة انسكبت على ملامح الوجوه ومعالم اللوحة، لنقرأ بتعبيريتها وبألوانها الحارة والباردة المختلطة بكثافات لونية وكولاج بصورة فنية مباشرة برمزية الطربوش، الذي يمثل جزءاً من تراث الزيّ الدمشقي في لوحة الرجل ربّ العائلة بالمفهوم المطلق سواء أكان الأب أم الأخ أم الابن أم الزوج، واقتربت أكثر من الحب برباطه المقدس في لوحة الزواج ليعزفا معاً مقطوعة الحياة.
وفي منحى أعمق دخلت عوالم مكنونات الحب في جوانية المرأة حينما ربطت بينها وبين خلفية المدينة بمآذنها وكنائسها وبيوتها في إشارة إلى أنها رمز السلام والأمان، ودمجت في مواضع أخرى بينها وبين الطبيعة، واتسمت بالاشتغال على فضاءات اللوحة بإضافة جزئيات من مكونات التراث والطبيعة لتبدو على شكل منمنمات لاسيما في لوحات هياكلها الجماعية.
وعلى غرار بعض التشكيليين الذين يقحمون عنصر الديك بدلالات مختلفة بلوحاتهم، كان الطير هو العلامة المميزة في أغلب لوحاتها والذي اعتلى صدر الأنثى بإحدى اللوحات بلونه الأصفر، في حين هيمن اللون الأخضر على خلفية اللوحة إشارة إلى الحياة المتجددة والأمومة.
وكما ذكرت الفنانة حاج إبراهيم فإنها من خلال التعبيرية تستطيع أن تجسد هموم المرأة وهواجسها وليس فقط شكلها الخارجي، فالمرأة رمز للجمال والمحبة والسلام هي الحياة والوطن وأم الشهيد وهي حمامة السلام، وتابعت: أرفض استكانتها باللون الأسود، أحبها دائماً أن تكون دلالة للفرح والعمل.
وفيما يتعلق بفنية اللوحة بيّنت بأنها تحب شفافيات اللون الأبيض كنوع من الغموض الذي يحرّض خيال المتلقي ليقرأ اللوحة وفق ما يستشفه من أفكار، وتستخدم السكين والكولاج بمواد متعددة كالرمل والورق والقماش، وترى أن مزج الألوان المختلفة من الأكليريك يوصلها إلى تعبيريتها وحالة الفرح التي تنشدها.
ملده شويكاني