ثقافةصحيفة البعث

27 أيلول موعداً يوم اللغة العربية العالمي



في 21 شباط يحتفل العالم بيوم اللغة الأم،لن أعود إلى الظروف التي جعلت اليونسكو تختار ذلك اليوم رغم أنني لا أتعاطف مع الاختيار، لذلك الأمر مجال آخر.

مجال اليوم خاص بالتذكير بأمر ينبغي الاهتمام به بل وإنجازه بسرعة، علينا تغيير موعد اليوم العالمي للغة العربية من موعده الراهن 18 كانون الأول وهو يوم قبول العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة إلى 27 أيلول وهو اليوم الذي به كانت وفاة المتنبي وما قاله ثاني المتداول بين الناطقين بالعربية بعد القرآن الكريم.

هل تحتفل الهيئات اللغوية والثقافية العربية هذا العام بيوم 27 أيلول يوما عالميا للغة العربية كما فعلت مديرية الثقافة في دمشق العام الماضي؟ هل تهتم هذه الهيئات فتسعى لكي يكون يوم لغتنا منسجما مع الأيام العالمية للغات الأخرى، أي دالا على إنجاز ثقافي ذاتي عربي؟ هل ستعمق هذه الهيئات من نظرتها إلى أمر يومنا وأيام غيرنا فتتبين أن ثمة انتقاصا من شأن ثقافتنا بالمقارنة مع الثقافات الأخرى المتمتعة بأيام عالمية؟

ولنتذكر: بمناسبة يوم اللغة الأم ألقيت بدعوة من إتحاد الكتاب العرب محاضرة عنوانها “العربية وحرب اللغات” بها تابعت دعوة شفهية في محاضرة بجامعة حلب. كانت المتابعة الدمشقية في شباط 2008. أما الدعوة الأصلية الحلبية فكانت في 15 آذار 2006. في ذلك التاريخ انطلقت أول دعوة لإحداث يوم للغة العربية.

في محاضرتي حلب ودمشق كان الموعد المقترح هو يوم بدء التنزيل الشريف، أي يوم”كانت أو نزلت من السماء اقرأ”. هو اليوم الذي  تبنته لجنة التمكين. عدلت الالكسو الموعد. جعلته أول آذار بصفته يوما تربويا. ثم استولت اليونسكو على الفكرة. حددت أياما عالمية ليس للغتنا فقط بل لكل اللغات الرسمية في الأمم المتحدة، لكنها جعلت من يومنا تذكيرا سنويا بأن لغتنا التحقت باللغات الأخرى.   في 21 شباط المسمى يوما عالميا للغة الأم من الواجب التذكير بضرورة تغيير اليوم العالمي ليصبح 27 أيلول من كل عام، ثم تأتي محطة تذكير ثانية في 15 آذار 2019. في مثل ذلك اليوم عام 2006 أطلقت في حلب فكرة إحداث يوم للغة العربية، ثم يأتي أواخر آذار 2019 واجب القمة العربية. على  القمة واجب اختيار اليوم الأمثل للغتنا، هو واجبها قبل أن يكون واجب اليونسكو، بإمكانها أن تختار بين يوم بدء التنزيل وبين وفاة المتنبي وبين يوم قبول العربية لغة رسمية وبين أي تاريخ آخر. لكن الأمر للقمة قبل أية هيئة أخرى. وأفتخر أنني خاطبت الأمين العام للجامعة بهذا الشأن خلال قمة الخرطوم في 2006 وأنها ابتدأت اهتمامها باللغة في قمة الرياض عام 2007. فليذكرنا يوم اللغة الأم بيوم المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس!

د. جورج جبور