قرارات حنونة!
لم يكد حبر المؤتمرات السنوية للنقابات العمالية يجف، حتى سارع المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال بترجمة المطالب المشروعة إلى واقع عملي حقيقي على الأرض، وتجلى ذلك باتخاذه مؤخراً لعدة قرارات هامة تصب بمجملها في خدمة العمال، وتحقق لهم مطالبهم ومصالحهم التي أعلنوا عنها وطالبوا بها بالصوت القوي كقوة سواعدهم أمام الجهات التنفيذية وقيادتهم النقابية.
إن رصد خمسين مليون ليرة لتمويل برنامج مساعدة للعمال الأشد احتياجاً بادرة إنسانية تسجّل لاتحاد العمال، فهي ستساهم بلا شك في تيسير أحوال الكثير من الأسر العمالية من ذوي الدخل المحدود، وخاصة ممن تأذوا خلال سنوات الحرب الثماني، وأصبحوا بحاجة ماسة لتلك المساعدة لعلها تخفف من آلام معاناتهم مع متطلبات الحياة التي لا ترحم!
ولا يقل القرار الخاص بوضع خطة تنفيذية لاستكمال تحويل العمال المياومين إلى عقود سنوية في جميع المؤسسات أهمية عن سابقه؛ لأنه يلامس وبكثير من الحنان شريحة كبيرة من العمال الذين هم بأمس الحاجة للشعور والإحساس بالأمان الوظيفي من خلال التثبيت لاحقاً، وضمان راتب تقاعدي يستر آخر العمر.
ولم تقتصر القرارات العمالية عند الجانب المالي فقط، وإنما شملت الجانب العلمي، وذلك من خلال إقامة دورات تقوية تعليمية بالتنسيق مع فروع نقابة المعلمين للمواد الأساسية لطلبة الشهادات من أبناء العمال، وبتمويل من صندوق النشاطات الثقافية في اتحاد العمال حتى لا يتم تشكيل أي عبء مالي في ظل هذه الظروف الصعبة.
بالمختصر، عمالنا وقود معاملنا يستأهلون أكثر من ذلك، لأجل ذلك نأمل أن تلاقي الحكومة قرارات اتحاد العمال بالعمل الجاد على تنفيذها بأسرع وقت ممكن بعيداً عن التأجيل والروتين، ونخص ما يتعلق بتثبيت العاملين الذين على رأس عملهم، ومنحهم كامل حقوقهم المشروعة، فلولا عرق جباههم السمر ما استمرت عجلة الإنتاج في معاملنا ومصانعنا التي بقيت تدور رغم كل الصعوبات والمعاناة وقذائف الغدر التي حاولت كتم أصواتها لتجويع الشعب وتدمير اقتصادنا الذي سيعود للانتعاش والازدهار كما كان قبل الحرب، بل أفضل.
غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com