موسيقا الزمن الجميل مع طلاب معهد الثقافة الشعبية
“كان عنا طاحون” كانت ضمن ميكسات فيروزية نثرت الفرح على وجوه الحاضرين في أمسية موسيقا الزمن الجميل، التي قدم من خلالها الباحث وضاح رجب باشا تشكيلة موسيقية من طلابه في معهد الثقافة الشعبية التابع إلى وزارة الثقافة على مسرح المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة-، ليضيف نجاحاً جديداً إلى المشهد الموسيقي السوري بمشاركتهم التي اقتصرت على العود والغيتار والكمان.
مزجت الأمسية بين الموسيقا الآلية للعزف الإفرادي والأداء الثنائي بالعزف والغناء، والملفت هو مقطوعات الموسيقا الرومانسية التي اختارها الطلاب لاسيما على الكمان، وتناوبت بين القديم والمعاصر، كما أن أداء الطلاب تفاوت نتيجة الفروقات الفردية لمدة التعليم.
بدأت الأمسية بالعزف الجماعي للنشيد الوطني، ثم عزفت الطالبة نور الرشي موسيقا أغنية “هلاليه” على العود، وعادت ماسة بلول بنغمات الكمان الرقيقة إلى لحن “لما بدا يتثنى” وتميزت بالقفلة عبر تدرجات اللحن البطيء.
وغيّرت مسار الأمسية باللحن الشائق الطالبة براءة الأيوبي بعزف لحن “طلعت يا محلا نورها” لسيد درويش المقطوعة المألوفة والقريبة من الجمهور.
وبدت جمالية الأمسية برومانسية الكمان بعزف شهد طربين اللحن الشفيف لموسيقا عازف الليل التي تميزت بحضورها الجميل على المسرح وشغفها بالكمان، الذي بدا بعزفها موسيقا فيروز “أنا لحبيبي” تبعتها نور عقيل بعزف “بعدك على بالي”.
المنعطف في الأمسية كان بالأداء الثنائي للغيتار للعازفين المتمرسين خالد الصغير وأحمد المزاوي بغناء وعزف ميكسات فيروزية ولبنانية بنغمات مختلفة الإيقاعات- كان الزمان وكان- نسم علينا الهوى- قومي تنرقص ياصبية” ثم انتقلا إلى الغناء باللغة الفصحى بمقتطفات من “أصابك عشق” ويا عاشقة الورد” بتطويع آلة الغيتار على ألحانها، الفقرة المميزة التي قدماها بعزف موسيقا رقصة التانغو “الميلونغا” ذات الإيقاعات السريعة والجمل الموسيقية المتلاحقة ليأخذ خالد الصغير الدور الأول باللحن السريع وأحمد المزاوي الدور الثاني الأبطأ بتناغم وتآلف أثار تفاعل الجمهور.
واختُتمت الأمسية بالطرب الأصيل بتقاسيم على العود عزفها الباحث وضاح باشا من مقام النهاوند وتفرعاته تمهيداً لعزفه وغنائه مقتطفات من أغنية كوكب الشرق “يا مسهرني”.
وبيّن الباحث باشا بأن معهد الثقافة الشعبية بإدارة أحمد خلف يتيح للطلاب الشباب والكبار الذين لم يستطيعوا تعلم الموسيقا منذ الصغر تعلم الموسيقا على أربع آلات (العود –الكمان- الغيتار- الأورغ)، وتابع بأنه تمّ اختيار تسعة طلاب من بين أكثرمن مئة طالب للمشاركة بالأمسية.
وتحدثت مديرة المركز رباب أحمد عن أهمية مشاركة طلاب معهد الثقافة الشعبية العريق، لتصل إلى أن الموسيقا بكل مفرداتها أحد رموز الحضارة. وترك الباحث باشا الباب موارباً فربما يتم تشكيل فرقة صغيرة تتبع لمعهد الثقافة الشعبية.
ملده شويكاني