بكين وطهران: شراكة استراتيجية شاملة
في دليل جديد على ظهور محور جديد في مواجهة الهيمنة الأمريكية، أكد رئيس الصين، شي جين بينغ، رغبة بلاده في إقامة علاقات وثيقة مع طهران. وخلال لقائه رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، قال الرئيس الصيني: إن رغبة الصين في إقامة علاقات وثيقة مع بلاده لم تتغيّر بغض النظر عن الموقف الدولي.
وكان بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قال في لقاء مع وسائل إعلام صينية: إن العالم سئم من الأحادية الأميركية، وقال: “تقف على الأقل الصين وروسيا وأوروبا في مواقفها السياسية بمواجهة أميركا، وهي خطوة إلى الأمام، وتشير إلى أن العالم يتغيّر مقارنة بالماضي”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان صدر أمس: إن الرئيس شي قال خلال اجتماعه مع رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني: إن البلدين بينهما صداقة قديمة خضعت لاختبارات، ومهما تغيّر الموقف الدولي والإقليمي فإن عزم الصين على تنمية شراكة استراتيجية شاملة مع إيران لن يتغيّر”، وأضاف: إن على الصين وإيران تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة ومواصلة دعم بعضهما البعض فيما يتعلق بالمصالح الأساسية وبواعث القلق الكبرى، مشيراً إلى أن الصين تؤيد التعاون بين الشركاء الدوليين والإقليميين للإسراع بوضع الشرق الأوسط على طريق الاستقرار والتنمية.
بالتوازي، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه أن إيران تعمل للتعاون الإقليمي في مواجهة الإرهاب، وقال: نعمل لوضع التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب على جدول أعمال إيران والهند وروسيا وبلدان آسيا الوسطى والقوقاز، ولفت إلى أنه يمكن من خلال هذا التعاون مواجهة الإرهاب الذي يحاول الأمريكيون اليوم وعن طريق نقل إرهابيي داعش إلى بعض الدول جعل هذا الإرهاب مؤامرة أكثر شمولاً، وأشار إلى أن إيران تعمل على تقديم المزيد من الدعم في عملية وضع الميزانيات والتشريع بشأن أمن الحدود.
بالتوازي، تنطلق اليوم الجمعة مناورات “الولاية 97” البحرية لثلاثة أيام بمشاركة كبار قادة القوة البحرية، في منطقة تبلغ مساحتها مليوني كيلومتر مربع، من مضيق هرمز إلى مدار 10 درجات بالمحيط الهندي.
وقال قائد القوة البحرية، حسين خانزادي، في تصريح للصحفيين: إن “المناورات البحرية تجري على عدة مراحل، مثل استعراض القوات البحرية، وانتشار القطع البحرية، والعمليات براً وبحراً، وأن جزءاً منها مكرس للعمليات التي تجري لصد العدو براً وبحراً”، موضحاً أن أحد أهداف هذه المناورة البحرية، التدريب على الخطط البحرية وتقييم الأسلحة والمعدات وتدريب الكوادر البشرية، وأضاف: إن القطع البحرية والمروحيات ستشارك في الاستعراض العسكري، وتستخدم بعض المعدات في إطار التدريب، كما يستخدم جزء آخر من المعدات العسكرية البحرية لأول مرة، كما ستطلق ولأول مرة صواريخ من الغواصة تحت الماء.
وأشار خانزادي إلى استخدام الطائرات المسيّرة عن بعد للاستطلاع والمراقبة، كما سيجري التمرين على الحرب الالكترونية في هذه المناورات.