فنزويلا: صد هجوم مسلح على الحدود مع كولومبيا

أعلنت القوات المسلحة الفنزويلية عن صدها هجوماً عند معبر للحرس الوطني على الحدود مع كولومبيا، وأوضحت في بيان، أمس، أن أكثر من 60 مسلحاً هاجموا معبر “مولاتا” بولاية تاتشيرا الفنزويلية على الحدود مع كولومبيا، فيما أظهرت قناة تيليسور الفنزويلية مشاهد مصورة حقيقة لما جرى على الحدود الفنزويلية عند محاولة إدخال المساعدات، حيث جرى إضرام النيران في صناديق هذه المساعدات على الجانب الكولومبي من الحدود من متظاهرين يحملون مواد مشتعلة لإحداث وخلق فوضى مصطنعة تستغلها وسائل الإعلام الغربية والمعادية لفنزويلا.
كما أظهرت المشاهد إلقاء هؤلاء المتظاهرين الزجاجات الحارقة تجاه الجيش الفنزويلي والزعم فيما بعد أن الجيش هو من هاجمهم وقام بإطلاق النار تجاههم.
بالتوازي حذّر الاتحاد الأوروبي من أي تدخل عسكري أجنبي في فنزويلا، بينما غادر الطاقم الدبلوماسي الكولومبي فنزويلا عبر الحدود تنفيذاً لقرار الرئيس الفنزويلي الشرعي نيكولاس مادورو، وترافقت مغادرة الطاقم الكولومبي مع ترديد عدد من الفنزويليين الذين تجمعوا في المنطقة أناشيد وشعارات الثورة البوليفارية وهتافات التأييد لمادورو.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه مستمر في التواصل مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة في هذا البلد.
وقالت المتحدّثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فديريكا موغيريني، مايا كوتشيانيتش، “ينبغي تجنّب التدخل العسكري في فنزويلا”، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يطالب بـ”حل سلمي وديمقراطي، ويستبعد بالتأكيد اللجوء إلى القوة”.
وأضافت كوتشيانيتش: إن وزراء الخارجية الأوروبيين قرروا موقف الاتحاد في اجتماع عقد يوم الاثنين الماضي في بروكسل، موضحة أن العمل لتطبيق هذا الموقف يتم داخل مجموعة الاتصال الدولية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن أمس الأول أنه لا يستبعد التدخل العسكري في فنزويلا ضد الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو وحكومته، بينما حذرت وزارة الخارجية الفنزويلية من استخدام واشنطن لأراضي بعض دول الكاريبي كقاعدة لتخطيط وتنظيم عمليات غير قانونية وإرهابية ضمن استراتيجيتها الواضحة لإسقاط الحكومة الشرعية في فنزويلا وفرض حكومة تابعة لها.
يأتي ذلك فيما كشف الرئيس البوليفي إيفو موراليس عن وجود تهديدات لحياة الرئيس مادورو، وقال: “بعد فشل الولايات المتحدة وحلفاؤها في فنزويلا هدد وزير الخارجية الأمريكي مادورو بالقول إن أيامه باتت معدودة، فيما دعا أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى قتل مادورو”، مضيفاً: إذا ما حدث شيء لحياة مادورو، فستكون الولايات المتحدة هي المسؤولة، ولفت إلى أن الدافع الوحيد لأفعال الولايات المتحدة في فنزويلا هو نية الاستيلاء على ثروتها الطبيعية.
وكان مادورو نجا في آب الماضي من محاولة اغتيال باستخدام طائرتين مسيّرتين خلال إلقائه خطاباً في احتفال عسكري، وأصيب سبعة من حراسه جراء ذلك، فيما أعلن في شباط عام 2015 إحباط محاولة انقلاب في بلاده دبرتها واشنطن.
يذكر أن الولايات المتحدة تواصل تدخلها غير القانوني في شؤون الكثير من الدول في أمريكا اللاتينية، ومن بينها فنزويلا، وذلك في إطار سياستها لفرض الهيمنة والسيطرة على مقدرات هذه الدول واستهداف النهج التحرري فيها.