تيريزا ماي على المحك
ترجمة: سلام بدور
عن الغارديان ٢٢/٢/٢٠١٩
مع اقتراب موعد الانسحاب المفترض للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي الشهر القادم، تواجه رئيسة الوزراء تيريزا ماي الكثير من المعارضة المطالبة برحيلها، والتي كانت قد وصلت إلى داخل صفوف حزبها المحافظ، وذلك بعد فشلها المتكرّر في التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
على الرغم من أن ماي تريد البقاء لفترة طويلة بما فيه الكفاية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك لتأمين إرث سياسي يتمكن من تجاوز المفاوضات المشحونة، إلا أن بعض الوزراء والشخصيات البارزة يجدون أن عليها الإعلان عن الجدول الزمني لتنحيها بعد الانتخابات المحلية المقبلة، لأن مؤيدي البريكست في مجلس الوزراء يحرصون على رؤية قائد جديد يتولّى المنصب للمرحلة القادمة من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، والتي تعهدت ماي فيها بتقديم مشاركة أكثر فعالية للسياسيين وليس للمستشارين، إلا أن المزاج المتصلّب بين وزراء الحكومة بشأن الجدول الزمني لرحيلها سيضع مزيداً من الضغوط على تيريزا ماي قبل أسبوع حرج من محادثات بريكست وسط مناخ محموم في وستمنستر.
وكشفت صحيفة “الغارديان” أن الوزراء الباقين الذين شجّعهم خروج ثلاثة نواب من حزب المحافظين والانضمام إلى المجموعة المستقلة الجديدة كانوا يهدّدون بالتمرد على قيادة ماي، ففي ضربة جديدة لتيريزا ماي كان ثلاثة وزراء قد أعلنوا أنهم سيدعمون الخطوات الرامية إلى تأخير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال فشلها بالحصول على صفقتها من خلال البرلمان، حيث قال كلّ من أمبر رود سكرتير العمل والمعاشات، وديفيد جوك وزير العدل، وكلارك جريج وزير الأعمال في مقال صحفي مشترك إنهم مستعدون لتحدي رئيسة الوزراء والانضمام إلى النواب الذين يدفعون باتجاه المادة (٥٠) إذا لم يكن هناك تقدم كبير في الأسبوع المقبل، مضيفين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيدمّر البلاد ويعرضها للخطر.
كما ألمح وزراء الحكومة إلى أنهم لا يرغبون برؤية ماي تتولّى مسؤولية مراجعة الإنفاق في وقت لاحق من هذا العام، الأمر الذي من شأنه أن يحدّد اتجاه الإنفاق الحكومي في الانتخابات المقبلة. وفي حال رفضت ماي التنحي هذا العام مستغلة حق تمتّع رئيس الوزراء بسنة كاملة قبل أن يتمّ استدعاء صوت ثقة آخر، فمن الممكن أن يتمّ الإطاحة بها من خلال تصويت ثقة آخر مع نهاية العام، وما قد يجعل موقفها أكثر صعوبة هو وجود عدد كافٍ من السياسيين البارزين الذين يعبّرون علانية عن عدم رضاهم عن قيادتها.
كذلك من الممكن أن تواجه رئيسة الوزراء هزيمة محتملة في البرلمان مع وجود العشرات من أعضاء مجلس النواب، وما يصل إلى ٢٥ وزيراً على استعداد للتصويت على التعديل الذي قدمته إيفيت كوبر بهدف تمديد المادة (٥٠)، حيث كانت ماي قد وعدت بتقديم اقتراح في مجلس العموم في اليوم نفسه إذا تمكنت من وضع اتفاقية انسحاب معدّلة على البرلمان في ذلك الوقت.
كما كانت ماي قد توجّهت إلى قمة الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط لعقد اجتماعات ثنائية مع شخصيات بارزة، من بينها رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، كجزء من محاولاتها لتأمين التغيّرات الملزمة قانونياً على الدعم .
وكان داوننغ ستريت قد أعلن أن رئيسة الوزراء قد تحدثت لـ ٢٦ من زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين في الأسبوعين الماضيين محاولة إقناعهم بإجراء تغييرات، غير أن مصادر حكومية رفيعة قلّلت من احتمال التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة المقبلة على الرغم من تصريح المتحدثة باسم رئيسة الوزراء بأن العمل مستمر في سبيل تحقيق التغييرات المطلوبة.