الصفحة الاولىصحيفة البعث

فنزويلا: متمسّكونبتعميق الشراكة مع روسيا

تحاول الإدارة الأمريكية تجريب كل الوسائل التي تمكّنها من التدخل المباشر في الشأن الفنزويلي الداخلي، ولكنها تصطدم بمعارضة دولية واسعةـ تقودها الصين وروسيا، ولذلك تحاول ابتداع أساليب جديدة، كالاغتيالات السياسية وشنّ هجمات عسكرية غير نظامية على مراكز الشرطة لإثارة الفوضى، وهذا ما أشار إليه عضو الحزب الاشتراكي الموحّد في فنزويلا فريدي برنال، بينما أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو عزم روسيا على بذل كل جهد لمنع أي تدخل عسكري في فنزويلا، وقالت، خلال لقاء مع نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز: “نحن قلقون للغاية من إمكانية أن تقدم الولايات المتحدة على استفزازات تقود إلى سفك الدماء ومن ثم اتخاذ هذا الأمر ذريعة للتدخل في فنزويلا، ونحن من جانبنا سنقوم بكل ما يمكن لعدم السماح بذلك”.
وشدّدت ماتفيينكو على “موقف روسيا الواضح والقائم على رفض أي تدخل خارجي في الدول المستقلة وذات السيادة”، معربة عن “تعاطف روسيا وتضامنها مع الشعب الفنزويلي ودعمها للحكومة الشرعية في كفاحها للحفاظ على سيادة واستقلال البلاد”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ندّد أمس الأول بالتهديدات الأمريكية للحكومة الشرعية في فنزويلا، مؤكداً أنها تعدّ تدخلاً واضحاً في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي، فيما أشارت الخارجية الروسية إلى أن “التحريض والتأثير الخارجي المدمّر تحت ذريعة واهية بتقديم المساعدة الإنسانية، لا علاقة لهما بالعملية الديمقراطية”.
من جانبها أعربت رودريغيز عن تمسّك بلادها بضرورة تعميق علاقات الشراكة مع روسيا، وقالت: “لقد أعطانا الرئيس نيكولاس مادورو تعليمات دقيقة وواضحة للغاية بأنه يجب علينا تعميق التعاون مع روسيا وتوسيع علاقاتنا في مجال الطاقة والتجارة والمالية”.
وذكرت رودريغيز أن اللقاءات التي عقدتها مع ممثلي مختلف هيئات السلطة في روسيا كانت ناجحة للغاية، وأنه بفضل زيارتها هذه اتضحت لها أهمية الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في حياة روسيا، وأضافت: “كان القائد هوغو تشافيز يقول دائماً: إن الثورة البوليفارية، ثورة نسائية أيضاً ولم تكن حكراً على الرجال”.
وفي وقت سابق، حذّر عضو الحزب الاشتراكي الموحّد في فنزويلا والمنسق الوطني للجنة المحلية للتموين والإنتاج فريدي برنال، من أن الولايات المتحدة تعدّ لأسلوب جديد من الحرب ضد فنزويلا يقوم على جرائم اغتيال، وقال: إن “الإدارة الأمريكية تقوم بإعداد شكل جديد من أشكال الحرب وإثارة الفوضى داخل فنزويلا باستخدام جماعات شبه عسكرية وغير نظامية تقوم بشنّ هجمات على منشآت الشرطة والأمن وتنفيذ اغتيالات انتقائية للقادة السياسيين والعسكريين في البلاد”.
وفي السياق نفسه حذّر برنال من أن مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين قد تكون تقدّم الأموال إلى مجموعات مسلّحة غير نظامية كي تهاجم فنزويلا، ومن إنشاء ما يسمّى (جيش التحرير) من المعارضة اليمينية الفنزويلية، داعياً الوكالة الدولية إلى تقرير ما إذا كانت تنوي التعاون مع هذه المجموعات حقاً.
وبيّن برنال أن الحكومة الفنزويلية والشعب الفنزويلي يدعمون الرئيس مادورو، وهم ممتنون لموقف الأمم المتحدة لإظهار عزمها على عدم المشاركة في أجندة الولايات المتحدة التدخلية وتأكيدها مجدّداً اعترافها بالحكومة المنتخبة للرئيس مادورو.
وكان مجلس الأمن الدولي رفض الخميس الماضي مشروع قرار أمريكياً يتعلق بالأوضاع السياسية في فنزويلا ويدعو إلى التدخل بشؤونها عبر إجراء انتخابات وإدخال مساعدات إليها، وذلك بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضده.
وتتعرض فنزويلا لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.