شهيدان في الضفة.. وتصاعد الاعتداءات على المقدسات
استشهد فلسطينيان اثنان وأصيب ثالث، أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث أطلقت الرصاص الحي على سيارة كان يستقلها ثلاثة فلسطينيين قرب قرية كفر نعمة في مدينة رام الله بزعم تنفيذهم عملية دهس، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم وإصابة الثالث بجروح.
وأكدت مصادر فلسطينية أن ما جرى كان حادث سير وليس عملية دهس، حيث تفاجأ الفلسطينيون الثلاثة الذين كانوا في السيارة بوجود عدد من قوات الاحتلال الراجلين بعد تعطل مركبتهم، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح بينهم ضابط، وأشارت إلى أن قوات الاحتلال كانت اقتحمت القرية فجراً، ونفذت عملية اعتقال فيها.
وأغلقت قوات الاحتلال القرية، ودفعت بقوات كبيرة جداً إليها، وبحسب مصادر فقد أصيبت عائلة كاملة بالاختناق من قنابل الغاز التي يطلقها جنود الاحتلال باتجاه المنازل في البلدة.
فصائل المقاومة أكدت أن ارتقاء شهيدين في قرية كفر نعمة يؤكّد أن شعبنا الفلسطيني سيواصل نضاله ضد المحتل حتى ينتزع كامل حريته ويحرّر أرضه، فيما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عمليات القتل الممنهج التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وأشارت إلى أن عدم محاسبة مسؤولي الاحتلال على جرائمهم وانتهاكاتهم الجسيمة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني يشجّعهم على التمادي في الاعتداء على الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، ودعت المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق رسمي فوري ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
كما دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي المجتمع الدولي إلى وقف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، وقالت: “إن مواصلة سلطات الاحتلال لجرائمها الوحشية وإرهابها المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني يعكس استهتارها الواضح بالمجتمع الدولي، مستندة إلى الدعم الذي توفّره لها الإدارة الأمريكية”، ودعت المجتمع الدولي إلى ترجمة إداناته المتكررة إلى إجراءات جادة وملموسة لمحاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين وتوفير الحماية الدولية لهم.
بالتوازي، استهدفت طائرات الاحتلال الحربية بعدد من الصواريخ شرق مخيم المغازي وشرق دير البلح وشرق حي السناطي بخان يونس في قطاع غزة المحاصر دون وقوع إصابات بين الفلسطينيين، كما جددت بحرية الاحتلال استهداف الصيادين الفلسطينيين في البحر شمال القطاع بنيران أسلحتها الرشاشة دون وقوع إصابات.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدات سلوان والعيسوية وبيت عنان وبدو والبلدة القديمة بالقدس المحتلة ومخيم الجلزون شمال رام الله، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 11 منهم، فيما اقتحم عشرات المستوطنين المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس بالضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “إن 50 مستوطناً اقتحموا المنطقة الأثرية في البلدة بحماية قوات الاحتلال التي اعتدت على الفلسطينيين، وفرضت طوقاً عسكرياً حول المنطقة”.
وتتعرض بلدة سبسطية لاقتحامات متكررة من قوات الاحتلال والمستوطنين وخاصة المنطقة الأثرية في محاولة لتهويدها.
كما كشف وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس عن 127 اعتداء وانتهاكاً بحق المقدسات ودور العبادة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر شباط الماضي، وأوضح أن المسجد الأقصى المبارك تعرّض لأكثر من 30 انتهاكاً ما بين اقتحام وتدنيس لساحاته، فيما منعت قوات الاحتلال رفع الاذان 44 وقتاً بالمسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية، وأشار البيان إلى أن شباط الماضي شهد حرباً احتلالية شرسة على باب الرحمة بالمسجد الأقصى وحملة اعتقالات وإبعاد طالت عشرات الفلسطينيين، بينهم رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب ونائب مدير الأوقاف في القدس ناجح بكيرات، مشدّداً على أن باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وأن الفلسطينيين متمسكون بصمودهم في وجه محاولات الاحتلال للاستيلاء عليه لصالح مخططاتهم الاستيطانية.
ولفت البيان إلى أن باقي الانتهاكات توزعت بين اعتداء المستوطنين واقتحامهم بحماية قوات الاحتلال لعدد من المساجد في نابلس ورام الله والبلدة القديمة في القدس المحتلة واعتداءات قوات الاحتلال على مقبرة مأمن الله بالقدس المحتلة في إطار مساعيها للاستيلاء عليها.
هذا وأدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دمج القنصلية الأمريكية العامة في القدس المحتلة مع السفارة الأمريكية، مؤكدة أن هذا القرار يعد تحدياً سافراً لقرارات الشرعية الدولية، وقالت في بيان: “إن القرار الأمريكي يعبّر عن مدى استهتار الإدارة الأميركية بقرارات الشرعية الدولية وتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194″، ودعت إلى وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام لمواجهة المخططات الأمريكية الصهيونية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وشددت على أن الشعب الفلسطيني يرفض ما تسمى “صفقة القرن”، وسيواصل نضاله ولن يتنازل عن ثوابته الوطنية.
وأغلقت الإدارة الأمريكية أبواب قنصليتها العامة في القدس المحتلة أمس، لتنتقل إلى سفارتها، التي افتتحت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ 6 من كانون الأول عام 2017 اعترافه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، ونقل سفارة بلاده إليها، في خطوة تمثّل استخفافاً بالقانون الدولي والقرارات الدولية.