مشهد درامي.. في السيارة
ضجيج صوت زمور السيارة ملأ الحي.. كانت سارة دقيقة بمواعيدها، لكن صديقتها العزيزة بين الفينة والأخرى تتركها تنتظر لبعض الدقائق أمام باب منزلها.. المهم هما معا في السيارة الآن وفي طريقهما للعمل تبادلتا أطراف الحديث كالعادة، ورغم أن الجو بارد إلا أن صديقة سارة أصرت على فتح نافذة السيارة التي لا تفتح إلا بصعوبة شديدة بعد العطل الكهربائي الذي نزع زرها، فحاولت سارة مرارا وتكرارا حتى فتحت تلك النافذة وعادت خلف مقودها، والدهشة أن الصديقة العزيزة رمت بعض الأوساخ التي كانت بيدها من نافذة السيارة، والغريب والمفاجئ أنها كانت تتحدث قبل قليل عن فريق تطوعي انضمت إليه مؤخرا يحمل شعار “بدنا نظّفها” وهو عبارة عن حملة لتنظيف شوارع المدينة التي أرهقتها الحرب، وكانت سارة تبربر في نفسها: هذه المدينة أرهقتها قلة الوعي ورمي المسؤولية على الآخر، فلو كل واحد منا بدأ بنفسه ولم يرم ذلك المنديل من يده على الأرض لكانت مدينتا جنة الله على الأرض.
أمينة العطوة