موسكو تحذّر واشنطن من نشر صواريخها في أوروبا
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بتعليق تنفيذ معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وقال الكرملين: “إنه نظراً للحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بعد انتهاك الولايات المتحدة لالتزاماتها بموجب المعاهدة الموقعة بين اتحاد الجمهوريات السوفياتية والولايات المتحدة في كانون الأول من عام 1987 قررت روسيا تعليق التزامها بتنفيذ المعاهدة إلى حين توقف الولايات المتحدة عن انتهاك التزاماتها بموجب المعاهدة أو حتى إلغاء المعاهدة”.
وتم تكليف وزارة الخارجية الروسية إرسال مذكرة بهذا الشأن إلى الولايات المتحدة، وقد دخل المرسوم حيز التنفيذ.
وكان بوتين أعلن أن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة نزع الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى لن يبقى دون رد من روسيا، مؤكداً في الوقت نفسه الاستعداد للتفاوض حول هذه القضية.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مطلع الشهر الماضي تعليق التزامات بلاده بمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الموقعة عام 1987 على أن تنسحب منها بشكل كامل خلال ستة أشهر، بينما أكدت روسيا أن الاتهامات الأمريكية لها بانتهاك المعاهدة لا أساس لها من الصحة.
كما أكد مجلس الاتحاد الروسي أن روسيا ستنشر صواريخ في المناطق الحدودية إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ في أوروبا.
وقال نائب رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف: “في حال قامت الولايات المتحدة بنشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا سوف ترد روسيا على الفور من خلال نشر الصواريخ نفسها في مناطقها الحدودية”، مضيفاً: “إن تعليق العمل بمعاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة يسمح لروسيا بذلك”.
وأضاف جباروف: “إن تعليق هذه المعاهدة لا يعني أننا سنقوم بنشر الصواريخ، ولكن إذا ظهرت صواريخ أمريكية في أوروبا فإننا سنقوم بنشرها على الفور”، وشدّد على أن الولايات المتحدة من الأساس بحاجة إلى معاهدة الأسلحة النووية أكثر من روسيا، وأضاف: “الآن لسنا ملزمين بأي شيء”.
إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف: إن البنتاغون بدأ في وضع استراتيجية جديدة للحرب تحت اسم، “حصان طروادة”، وأضاف، حول تطوّر الاستراتيجية العسكرية الأمريكية: إن جوهر هذه الاستراتيجية، يتلخّص في الاستخدام الفعال “للطابور الخامس” وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات، لزعزعة استقرار الوضع في البلاد، بالترافق مع قصف بالأسلحة عالية الدقة للمواقع والمنشآت الهامة جداً، وتابع: “أود الإشارة إلى أن روسيا مستعدة لمنع تنفيذ أي استراتيجية من هذا النوع”.
وأكد أن العلماء العسكريين الروس قاموا في السنوات الأخيرة، بالتعاون مع هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي، بوضع وتصميم مسالك محددة للتصدي لأية أعمال عدائية من جانب الخصوم المحتملين وتحييد المخاطر المترتبة على ذلك، وأضاف: “في أساس ردنا، توجد استراتيجية الدفاع الفعال، التي تنطلق من الطبيعة الدفاعية للعقيدة العسكرية الروسية. وهي تتضمن مجموعة من التدابير الاستباقية لإبطال مفعول التهديدات لأمن روسيا”، وأشار إلى أن ذلك يعتبر أحد الاتجاهات الأولوية في مجال ضمان أمن الدولة، وأردف قائلاً: “يجب أن نسبق الخصم بخطوات على طريق صياغة الاستراتيجية العسكرية”.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن انطلاق مناورات عسكرية واسعة النطاق لقوات الدفاع الجوي في المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية.
وذكر المتحدث باسم المنطقة العسكرية الجنوبية، العقيد فاديم أستافييف، أن المناورات ستجري في 30 ميداناً في مقاطعات روستوف وفولغوغراد وأستراخان وإقليمي ستافروبول وكراسنودار وجمهورية القرم وفي 5 جمهوريات شمالي القوقاز، بينها الشيشان وداغستان.
وبدأت التدريبات بمشاركة 3.5 ألف عسكري، وتستخدم وحدات الدفاع الجوي المشاركة في المناورات، أنظمة “تونغوسكا” و”شيلكا” و”إس 400 تريومف” و”تور أم” و”بوك أم 3″ و”أوسا” و”ستريلا 10 أم”.
وأكد أستافييف أنه بشكل عام ستشارك في المناورات 750 قطعة من المعدات العسكرية، بينها معدات قتالية ومعدات خاصة.
بالتوازي، أعلن أسطول بحر البلطيق الروسي تعزيز منظومة الدفاع الجوي في منطقة كالينينغراد على الحدود الغربية لروسيا بفوج من منظومات الصواريخ “إس 400 –تريومف”، وقال الأسطول في بيان: “إن منظومة الدفاع الجوي إس 400 ستتولى مهمة حماية الحدود الجوية لمنطقة أقصى غرب روسيا بحلول نهاية الأسبوع المقبل”.
تجدر الإشارة إلى أن منظومة الدفاع الجوي “إس 400 تريومف” هي أحدث منظومة بعيدة المدى، وصممت لتدمير الطائرات والصواريخ البالستية بما في ذلك المتوسطة، ويمكن استخدامها ضد الأهداف البرية، ويصل مداها إلى 400 كيلومتر، كما تتمكن من تدمير الأهداف على ارتفاع 30 كيلومتراً.