رياضةصحيفة البعث

تصويب المسار

تفاءلنا خيراً بعد تحرير حلب من الإرهاب قبل حوالي عامين ونصف بأن تستعيد الرياضة الحلبية ألقها ووهجها، إلا أنها مازالت تراوح في المكان، إن لم تتراجع أصلاً.

ومع أن نادي الاتحاد – واجهة الرياضة الحلبية- تعافى نسبياً، وشق طريقه نحو عودة نبض الحياة لرياضته بجهود ومبادرات فردية، وهو ما تمثّل بحضوره الآسيوي مجدداً، تبقى الغصة في الأحداث الدراماتيكية التي رافقت مسيرة كرة الحرية في نهائيات دوري الأولى، والتي حرمته من حلم العودة إلى الممتاز، بانتظار ما ستؤول إليه نتائج التحقيق في اتحاد الكرة، حول الشكوك والظنون بوجود تواطؤ في مباراة الجارين الجزيرة والجهاد، وكذلك الغصة في فشل نادي الحرفيين بتجاوز مشكلاته الإدارية والفنية والمالية، وبالتالي جاء وداع كرته المبكر لدوري الممتاز كنتيجة منطقية وطبيعية، بالنظر إلى حجم ما عاناه هذا النادي من تخبط، وفوضى عارمة، وعدم استقرار، وهو ما أثر بشكل مباشر على مردود الفريق الأول في الدوري.

وما ينسحب على نادي الحرفيين ينطبق على باقي أندية حلب التي جاءت مشاركاتها ونتائجها خجولة ومتواضعة في الموسمين الماضيين، وتكاد لا تذكر، وهو ما يفسر حقيقة ما تعانيه هذه الأندية أيضاً من مشكلات مزمنة، وفي مقدمتها (الأزمات المالية المتراكمة) التي مازالت عصية على الحلول والمعالجات منذ سنوات طويلة.

مما تقدم نجد أن الرياضة الحلبية تشهد تراجعاً ملحوظاً في مستوياتها، ونتائجها، ومشاركاتها، وهو ما يستدعي، على عجل، إجراء مراجعة متأنية لأسباب هذا الفشل، وبالتالي إيجاد الحلول الناجعة والناجزة لتذليل ما يواجهها من معوقات لتستعيد حضورها وتميزها.

المؤكد أن المسؤولية لا تقع على إدارات الأندية وحسب، بل تقع على القيادة الرياضية في المحافظة أيضاً، والمطلوب منها الإحاطة بالأسباب، واتخاذ كل ما يلزم من خطوات وقرارات لتصويب مسار هذه الأندية المتعثرة، وتمكينها لاحقاً من معاودة نشاطها، وحضورها الفاعل، وبما يتناسب مع سمعتها ومكانتها في الخارطة الرياضية الحلبية، والسورية عموماً.

معن الغادري