النفقات والميزانية أمام الديمقراطيين
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع بوليتيكو 1/3/2019
بعد تبديد المخاوف المتعلّقة بالعجز الذي أصاب البلاد لمدة عامين، يخطّط البيت الأبيض لاستعادة مكانته كمنفذ غير متوقع للمسؤولية المالية، ولكن استعادة هذه المكانة ستدخل أمريكا في متاهة الكونغرس الذي لا شك أنه سيحدّ من أفكار ترامب المالية التي أدخلت البلاد في دوامة التراجع المالي.
ستواجه إدارة ترامب في الأشهر القليلة المقبلة الكثير من الصعوبات فيما يتعلّق بمسألة النفقات والميزانية مع الكونغرس. وبعد التخلّص من المخاوف المرتبطة بالعجز خلال الدفع باتجاه خطة لخفض الضرائب المكلفة، يعتزم البيت الأبيض الآن ترتيب أوضاعه كمنفذ غير محتمل للمسؤولية الضريبية بمبادرة من مسؤول الموازنة الجديد، وهو أحد المحاربين القدامى في جماعة “هيريتيج أكشن” المحافظة.
وستتركز سلسلة معارك الميزانية في الأيام القليلة القادمة، عندما تبلغ الحكومة الأمريكية الحدّ الأقصى من الديون الذي قُدّر فعلياً بنحو 22 تريليون دولار، ولن يتسبّب ذلك في أزمة فورية بفضل قدرة وزارة الخزانة على الاستمرار في دفع الفواتير لفترة زمنية محدودة باستخدام قوة تُعرف باسم “إجراءات استثنائية”.
ومع ذلك، تمثّل الأيام القادمة بداية سلسلة من التحديات للميزانية بالنسبة لإدارة ترامب، ويأتي المؤشر التالي في 11 آذار الجاري، حيث من المقرّر أن يعرض البيت الأبيض أولويات الميزانية العامة على الرئيس، التي ستشمل دعوة لتخفيضات عميقة في الإنفاق، وستكون في حكم المتوفاة لدى وصولها إلى مجلس النواب الذي يتزعمه الديمقراطيون.
اجتمع مسؤولو الإدارة لعدة أسابيع لوضع إستراتيجية لتعزيز الإنفاق العسكري بشكل كبير، وتحقيق وعد لقاعدة ترامب، وفي الوقت نفسه وضع تأكيد خطابي جديد قويّ حول مخاوف من العجز في محاولة لتقويض مطالب الديمقراطيين بالمزيد من الإنفاق على البرامج غير الدفاعية، مثل المساعدات الخارجية والتعليم وحماية البيئة.
إنها خطة بعيدة المنال، ومن المؤكد أنها ستواجه اتهامات بالنفاق، نظراً لأنها من ترامب الذي كان يتباهى في السابق بتحقيق ثروة عن طريق الديون، خاصة وأن العديد من المسؤولين في البيت الأبيض رفضوا أيضاً فكرة أن الديون الفيدرالية هي مشكلة كبيرة.
كما سيثير هذا النهج معركة أخرى تتسم بالشراسة، ويمكن أن تستغرق أشهراً مع الديمقراطيين الجدد في الكونغرس، الذين ظلوا على خلاف لمدة عامين مع إدارة ترامب كونها المسؤولة عن تفجر العجز بشكل كارثي.
لكن مسؤولي الإدارة يصرّون على أن لديهم اليد العليا هذه المرة، ويعتقدون أنهم وجدوا طريقة لتمويل الزيادة في الإنفاق الدفاعي، ويؤكدون أن الديمقراطيين قد يخسرون أكثر من تخفيضات الإنفاق التلقائية الناجمة عن فرض الحراسة.
أرسل القائم بأعمال رئيس مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض “راسل فاوت” استهلالاً، معرباً فيه عن الأسى إزاء مشكلة الإنفاق في واشنطن ومحذراً من العجز السنوي المرتفع والدين العام، وسخر بعض رؤساء الميزانية في واشنطن، واستعرضوا ردّ الفعل الذي سيصبح أكثر وضوحاً مع احتدام المعركة ومباشرة السياسيين بفحص خطة ترامب.