إيران وروسيا تحذّران من التدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا
رغم وجود شبه إجماع دولي على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا، وترك الباب مفتوحاً للحوار بين الحكومة الفنزويلية الشرعية والمعارضة، تصرّ الإدارة الأمريكية على السير بهذا الأمر في اتجاه الصدام، ما يؤكد أن القضية بالنسبة لواشنطن لا تعدو كونها حصان طروادة للوصول إلى الذهب الأسود الفنزويلي.
وفي آخر المواقف الدولية المعارضة للسيناريوهات التي تعدّها الإدارة الأمريكية في هذا الشأن، جدّد المدير العام بوزارة الخارجية الإيرانية لشؤون أمريكا محسن بهاروند رفض بلاده التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لفنزويلا، وقال للصحفيين في موسكو أمس: إن “إيران وروسيا ترفضان الإجراءات الأحادية الجانب المنافية لميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتهديد باستخدام القوة ضد الحكومة الفنزويلية”.
وأوضح بهاروند أن إيران تؤيد اقتراح الحكومة الفنزويلية البدء بمحادثات مع المعارضة لحل القضايا في كراكاس دون تدخل خارجي، داعياً الدول إلى عدم انتهاك ميثاق الأمم المتحدة وتجاهل مبادئ مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتهديد باللجوء إلى القوة في العلاقات الدولية.
وكان بهاروند وصل إلى موسكو من أجل تنسيق مواقف إيران وروسيا تجاه فنزويلا وكيفية التعاون على المستوى الدولي، حيث التقى مع المدير العام لشؤون أمريكا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية الكسندر شتينين والمدير العام لشؤون أمريكا الجنوبية باريسينكا جورجي يوجينوفيتش.
إلى ذلك، وصفت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، جولة زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، في أمريكا اللاتينية بالاستعراض المسرحي، واتهمت أمريكا بالتخطيط لتغيير حكومة فنزويلا.
وقالت زاخاروفا خلال إحاطة صحفية: “شرعت واشنطن في الترويج لحدث جديد. فقد تم تسليط الضوء على ما يطلق عليه أول رحلة خارجية للرئيس المؤقت (غوايدو)، التي كان قد بدأها ضارباً عرض الحائط بقرار المحكمة العليا الذي يمنعه من السفر”، وأضافت: “ثم، وفي اندفاعة بطاقة أقل، أخذوا يطلقون التهديدات ضد الجميع ويلوّحون بعواقب وخيمة إذا حدث شيء لهذا الرجل عند عودته إلى وطنه”، مضيفة: إن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو “لم تستجِب للاستفزاز”.
وتابعت زاخاروفا: “الزائر المتنقل أتقن التمثيل، وعلى أساس عام اجتاز مراقبة الجوازات عند الدخول واستمر بالاستعراض أمام الكاميرات. لن نخمّن ماذا سيحدث بعد ذلك في هذه القصة المسرحية، لكن هذا بالطبع ليس عرضاً لا نهاية له”.
وعاد غوايدو الذي كان قد نصّب نفسه في 23 كانون الثاني رئيساً لفنزويلا دون انتخابات ودون أي مسوّغ شرعي، إلى العاصمة كاراكاس، يوم الاثنين، بعد جولة على عدد من دول أمريكا اللاتينية بدأها في 22 شباط الماضي، على الرغم من الحظر المفروض على مغادرته البلاد.
وقالت زاخاروفا: “لا تسقط الولايات المتحدة خيار الغزو العسكري من جدول الأعمال. وقد تم الإدلاء بتصريحات مباشرة حول تشكيل ائتلاف لتغيير النظام في فنزويلا، وهنا تُركت جانباً جميع التصريحات حول الحاجة إلى إعادة الديمقراطية ومساعدة المدنيين”.
وأضافت: “في الوقت نفسه، يجري العمل على خطة احتياطية، والحديث هنا يدور حول إعداد جماعات مسلحة غير قانونية ونقلها إلى فنزويلا من أجل القيام بأعمال تخريبية”.