سورية: استنتاجات بعثة تقصي الحقائق حــول دوما لا تمــــت للحقيقــــة بصلـــة
أكدت سورية رفضها جملة وتفصيلاً الاستنتاجات التي توصل إليها فريق بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الحادثة المزعومة لاستخدام مواد كيميائية سامة في دوما في السابع من نيسان الماضي، مشيرة إلى أن تقرير البعثة لم يأت مختلفاً عن التقارير السابقة التي كانت تحفل بالتحريف الفاضح للحقائق.
وقال ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين: أصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقريرها حول الحادثة المزعومة لاستخدام مواد كيميائية سامة في دوما بتاريخ 7-4-2018، وفي الواقع فإن هذا التقرير لم يأت مختلفاً عن التقارير السابقة لبعثة تقصي الحقائق التي كانت تحفل بالتحريف الفاضح للحقائق، وأضاف: الملفت للانتباه هذه المرّة هو تجاهل معدي التقرير لأقوال الشهود الذين عايشوا هذا الحادث، ووصفوا ادعاء استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما بأنه مسرحية قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة، وخاصة أن من بين هؤلاء الشهود الأشخاص نفسهم الذين ظهروا في الفيديو المنشور في وسائل الإعلام المعادية، ومن ضمنهم عناصر طبية قامت بالإسعاف.. والذين تمّ إحضارهم إلى لاهاي من أجل مقابلتهم.
وتابع الناطق الرسمي: إن ما تجدر الإشارة إليه هنا أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، ونتيجة لفشل سياساتهم في سورية الرامية إلى تقويض أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، عملت على تحريك أدواتها الإرهابية في سورية، وفي مقدمتها ما تسمى “الخوذ البيضاء”، الأداة الرئيسة لجبهة النصرة الإرهابية المدرجة على قوائم الكيانات الإرهابية لمجلس الأمن، من أجل فبركة اتهام باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، ومن ثم قامت بعرقلة قيام بعثة تقصي الحقائق بإجراء تحقيقاتها في دوما عبر شن عدوان عسكري مباشر على سورية في الـ14 من نيسان 2018، والذي نتج عنه تدمير مراكز علمية تحتوي مخابر للأغراض المدنية السلمية التي كانت بعثات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد زارتها وأكدت طابعها المدني.
وأردف الناطق: إن الجمهورية العربية السورية، التي قدّمت كل التسهيلات لفريق بعثة تقصي الحقائق، كانت تأمل بأن تتوصل البعثة إلى استنتاجات منطقية ومهنية بعيداً عن أي ضغوط أو تسييس، لكن من المؤسف أن التقرير امتلأ بتحريف الحقائق، وخاصة ما يتعلق بأقوال الشهود، حيث اعتمدت البعثة على أقوال شهود آخرين مزورين قامت بمقابلتهم بطريقة مشبوهة خارج سورية، الأمر الذي لا يخدم سوى مخططات الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد الناطق أن انعدام مهنية معدي التقرير جعل من غير الصعب على خبراء الجمهورية العربية السورية كشف التضليل الذي استخدمه من يدعون بأنهم محققون في جوانب عديدة من هذا التقرير وابتعادهم عن الحيادية والموضوعية، الأمر الذي يدل عليه إنكارهم لامتلاك العصابات الإرهابية المسلحة المواد الكيميائية السامة على الرغم من عثورهم على تلك المواد في المستودعات العائدة للإرهابيين حين زيارتهم لها، أما الإشارات غير المنطقية من الناحية العلمية التي وردت في التقرير، فتمثّل دليلاً واضحاً على أن تلك الحادثة كانت مفبركة بشكل تام، وقال: إن الجمهورية العربية السورية تطالب الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بفضح مثل هذه التقارير المزيفة التي لا تتمتع بالمصداقية وعدم التعامل معها، كما تطالب الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالعمل على انتقاء أعضاء فريق بعثة تقصي الحقائق ممن يتمتعون بالنزاهة والمهنية والحيادية والالتزام بالمرجعيات المنصوص عليها في الاتفاقية.
وختم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين تصريحه بالقول: إن الجمهورية العربية السورية في الوقت الذي تعيد فيه التأكيد على وقوفها الحازم ضد استخدام المواد الكيميائية السامة في أي مكان وزمان وتحت أي ظرف كان ترفض جملة وتفصيلاً الاستنتاجات التي توصل إليها فريق البعثة، كما تكرر استمرار تعاونها مع الأمانة الفنية للمنظمة لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.